ماركو روبيو وبنيامين نتنياهو

صدر الصورة، AFP via Getty Images

التعليق على الصورة، حذّر روبيو من تبعات إقرار الكنيست الإسرائيلي مشاريع قوانين من شأنها توسيع نطاق السيطرة على الضفة الغربية

حذّر وزير الخارجية الأمريكية ماركو روبيو الأربعاء من أن تحرُّك الكنيست الإسرائيلي باتجاه ضم الضفة الغربية من شأنه أن يهدد خطة الرئيس دونالد ترامب لإنهاء الصراع في غزة.

وقال روبيو قبيل توجهه إلى إسرائيل التي يزورها الخميس: "أعتقد أنّ الرئيس ترامب أكد أن هذا ليس أمراً يمكننا دعمه في الوقت الحالي"، مشيراً إلى أن إقرار أي من النصوص المطروحة أمام الكنيست "من شأنه أن يهدد وقف إطلاق النار الساري في قطاع غزة وأن يؤدي إلى نتائج عكسية".

وردّاً على سؤال بشأن تصاعد عنف المستوطنين الإسرائيليين المتطرفين ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية، قال روبيو "نحن قلقون بشأن أي شيء يهدد بزعزعة استقرار جهودنا".

ومن المقرر أن يصل وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو إلى إسرائيل بعد ظهر اليوم، في زيارة تبدأ فور انتهاء زيارة نائب الرئيس الأميركي جيه دي فانس.

وأكدت صحيفة وول ستريت جورنال أن توافد المسؤولين الأميركيين إلى إسرائيل يهدف إلى ضمان استمرار اتفاق وقف إطلاق النار في غزة ومنع أي تصعيد جديد قد يؤثر على الجهود السياسية الجارية.

المحكمة العليا الإسرائيلية للصحفيين: "الوضع قد تغير"

من ناحية أخرى، أرجأت المحكمة العليا الإسرائيلية، يوم الخميس، جلسة الاستماع في التماس قدمته رابطة الصحافة الأجنبية (FPA)، مطالبةً بوصول الصحفيين إلى غزة.

وأقر المدعي العام بأن "الوضع قد تغير" وطلب مهلة 30 يوماً إضافية للنظر في ملابسات القضية. ولم يُحدد موعد للجلسة التالية.

ومنذ بدء حرب غزة في أكتوبر/تشرين الأول 2023، منعت السلطات الإسرائيلية الصحفيين الأجانب من دخول القطاع، ولم تسمح إلا لعدد قليل من المراسلين بالدخول في زيارات خاضعة لرقابة مشددة برفقة جنودها.

قبيل الجلسة، قالت رئيس رابطة الصحافة الأجنبية، تانيا كريمر: "لقد انتظرنا هذا اليوم طويلاً".

وأضافت: "نقول إننا نأمل في دخول غزة، وأن يفتحوها بعد هذا الحصار الطويل، ونأمل في دخولها للعمل جنباً إلى جنب مع زملائنا الفلسطينيين".

وقال نيكولاس روجيه، عضو مجلس إدارة رابطة الصحافة الأجنبية، خارج قاعة المحكمة قبل الجلسة: "لدينا الحق في إعلام الجمهور، وشعوب العالم، والجمهور الإسرائيلي، والشعب الفلسطيني"، مضيفاً: "نشعر بضرورة الوقوف إلى جانبهم، إلى جانب زملائنا الفلسطينيين في غزة، الذين كانوا الوحيدين القادرين على إعلام الجمهور بشأن هذا الصراع على مدار العامين الماضيين".

وبدأت رابطة الصحفيين الأجانب، التي تمثل مئات الصحفيين الأجانب، بتقديم التماسات للسماح بوصول مستقل إلى غزة بعد اندلاع الحرب في أكتوبر/تشرين الأول 2023، لكن السلطات الإسرائيلية تجاهلت هذه المطالب مرارا وتكراراً.

وقد انضمت منظمة مراسلون بلا حدود (RSF)، وهي منظمة مراقبة للإعلام، إلى العريضة التي قدمتها الرابطة.

"رأي مخزٍ"

في سياق منفصل، وصف مندوب إسرائيل بالأمم المتحدة داني دانون الأربعاء الرأي الاستشاري الصادر عن محكمة العدل الدولية بشأن وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) بأنه "مخزٍ".

وقال دانون "يحمّلون إسرائيل مسؤولية عدم تعاونها مع هيئات الأمم المتحدة. عليهم أن يلوموا أنفسهم. أصبحت هذه الهيئات حاضنة للإرهابيين. خذوا على سبيل المثال الأونروا. وهي منظمة دعمت حماس لسنوات".

وجاء في بيان المحكمة أنه "لا توجد أي أدلة على أن وكالة الأونروا انتهكت مبدأ الحياد أو مارست التمييز في توزيع المساعدات"، مشيراً إلى أنه "في ظل الظروف الراهنة، لا يمكن لأي منظمات أخرى أن تؤدي الدور الذي تضطلع به الأونروا".

كما أكدت المحكمة أن إسرائيل "لم تثبت صحة ادعائها بأن قطاعاً كبيراً من موظفي الأونروا أعضاء في حركة حماس"، ما يعزز الموقف القانوني للوكالة الأممية التي تعرضت لحملات تشكيك وقيود من قبل السلطات الإسرائيلية في الأشهر الماضية.

محكمة العدل الدولية

صدر الصورة، EPA-EFE/REX/Shutterstock

التعليق على الصورة، الرأي الاستشاري لمحكمة العدل الدولية ليس ملزماً قانونياً، بل يحمل "ثقلاً قانونياً كبيراً وسلطة أخلاقية".

تثبيت وقف إطلاق النار في غزة

من ناحية أخرى، أجرى نائب الرئيس الفلسطيني حسين الشيخ مباحثات مع نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية وشؤون المغتربين الأردني أيمن الصفدي، بمشاركة مدير المخابرات العامة الفلسطينية اللواء ماجد فرج، ومدير دائرة المخابرات العامة الأردنية اللواء أحمد حسني.

وركّزت المباحثات على جهود تثبيت وقف إطلاق النار في غزة، وإدخال المساعدات الإنسانية إلى القطاع، وإطلاق المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار، وفقاً لوكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية (وفا).

وأكّد الشيخ والصفدي خلال ذلك اللقاء على أهمية توحيد كافة الجهود الرامية لإنجاز المرحلة الأولى من الاتفاق والانتقال إلى مرحلته الثانية وصولاً إلى إطلاق أفق سياسي حقيقي لتحقيق السلام العادل على أساس حل الدولتين وفق قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية.

وشدد المسؤولان على أن قطاع غزة جزء لا يتجزأ من الأرض الفلسطينية المحتلة التي يجب أن تقام عليها الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة على أساس حل الدولتين، وأن كل الترتيبات الانتقالية يجب أن تعكس هذه الحقيقة وتكرّسها.

في المقابل، أكد الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ، خلال لقائه الأربعاء نائب الرئيس الأمريكي جاي دي فانس في القدس، على ضرورة العمل من أجل توفير الأمل للإسرائيليين والفلسطينيين والمنطقة ككل، في حين أعرب فانس عن أمله في أن تمضي خطة السلام التي طرحها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قدماً رغم التحديات، بما يسهم في تحقيق الاستقرار والسلام.

وقال جيه دي فانس إنه سيجرى إنشاء "قوة أمنية دولية" بموجب خطة الرئيس دونالد ترامب لإنهاء الحرب في قطاع غزة، وذلك من أجل الحفاظ على السلام في القطاع مع الانسحاب الإسرائيلي منه.

وقال دي فانس الأربعاء إن الجانبين الأمريكي والإسرائيلي يعملان على تثبيت عملية وقف إطلاق النار في غزة، وإطلاق بعض البنى التحتية الحيوية.

إدانات عربية ودولية

قالت وزارة الخارجية الفلسطينية إنها تدين بشدة تصويت الكنيست الإسرائيلي على "فرض السيادة الإسرائيلية" على الأراضي الفلسطينية، معتبرة ذلك محاولة خطيرة لضم الضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية، في انتهاك صارخ للقانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة.

وقالت حركة فتح الفلسطينية إن "مصادقة كنيست الاحتلال بالقراءة التمهيدية على مشروع قانون ضم الضفة الغربية لن يبدل الحقائق التاريخية أو يطمس حقوق شعبنا المشروعة".

وأدانت دولة قطر بأشد العبارات مصادقة الكنيست الإسرائيلي بالقراءة التمهيدية على مشروعي قانونين يستهدفان فرض السيادة الإسرائيلية على الضفة الغربية المحتلة وإحدى المستوطنات، واعتبرتها تعديا سافراً على حقوق الشعب الفلسطيني التاريخية وتحدياً للقانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية.

وحضّت الخارجية القطرية المجتمعَ الدولي على تحمل مسؤولياته القانونية والأخلاقية والتحرك العاجل لإلزام السلطات الإسرائيلية بوقف خططها التوسعية وسياستها الاستيطانية في الأراضي الفلسطينية المحتلة.

كما استنكرت المملكة العربية السعودية بدورها الخطوة الإسرائيلية، وشددت وزارة الخارجية السعودية على رفض المملكة التام لكل الانتهاكات الاستيطانية والتوسعية.

وأكدت الخارجية السعودية على أهمية اضطلاع المجتمع الدولي بمسؤوليته الكاملة تجاه تطبيق قرارات الشرعية الدولية، ووضع حدٍّ لكافة "التعديات الإسرائيلية السافرة" على الأراضي المحتلة والشعب الفلسطيني، والمضي بمسار السلام على أساس تنفيذ حل الدولتين بما يحقق الأمن والاستقرار بالمنطقة، كما جاء في البيان.

واعتبرت الكويت مصادقة الكنيست الأخيرة انتهاكا صارخا للقانون الدولي وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، لا سيما القرار رقم 2234 الذي يدين الاستيطان الإسرائيلي ويؤكد عدم شرعيته.

وكانت الإمارات العربية المتحدة قد حذرت الشهر الماضي من أن ضمّ الضفة الغربية يُعدّ خطاً أحمرَ بالنسبة لها.

بدوره، شدد الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية جاسم البديوي، الخميس، على أن مثل هذه الممارسات الاستيطانية تعد تعدياً سافراً على الحقوق التاريخية للشعب الفلسطيني وتنتهك القوانين الدولية والأممية.

وفي الولايات المتحدة الأمريكية حثّ 46 عضواً ديمقراطياً في مجلس الشيوخ الرئيس دونالد ترامب على منع إسرائيل من ضم الضفة الغربية المحتلة، وفقاً لوكالة أنباء وفا.

جاء ذلك في رسالة بعثها أعضاء المجلس إلى ترامب، في مقدمتهم العضوان آدم شيف وتشاك شومر، بحسب ما نقله موقع "أكسيوس" الإخباري الأمريكي.

ويحتل الديمقراطيون 47 مقعداً من أصل 100 في مجلس الشيوخ، وكان السيناتور الديمقراطي جون فيترمان هو الوحيد الذي لم ينضم إلى التوقيع على الرسالة.

وطلب الديمقراطيون في الرسالة من ترامب "تعزيز" موقفه الرافض لضم إسرائيل أجزاءً من الضفة الغربية المحتلة.

كما دعا الديمقراطيون الرئيس ترامب إلى اتخاذ خطوات من شأنها دعم وتشجيع حل الدولتين.

دي فانس

صدر الصورة، Reuters

التعليق على الصورة، عبر فانس مجدداً عن تفاؤله إزاء صمود وقف إطلاق النار في غزة

مداهمات واعتقالات في الضفة

وفي الضفة الغربية، أفرجت القوات الإسرائيلية عن جميع المحتجزين اللذين اعتقلتهم فجر اليوم في بلدة السيلة الحارثية التابعة لمحافظة جنين بالضفة الغربية المحتلة، بعد ساعات من التحقيق معهم٬ كان من بينهم سجناء سابقون أفرِج عنهم ضمن الصفقة قبل الأخيرة.

وكانت القوات الإسرائيلية قد نفذت فجر الخميس حملة اقتحامات واعتقالات واسعة في مناطق متفرقة من الضفة الغربية المحتلة، تخللها مواجهات أسفرت عن إصابات في صفوف الفلسطينيين، وفقاً لما ذكره صحفي بي بي سي عربي في رام الله علاء دراغمة.

وأضاف أن مصادر طبية أكدت إصابة ثلاثة فلسطينيين بالرصاص الحي خلال مواجهات اندلعت في مخيم قلنديا شمال القدس، نُقلوا على إثرها لتلقي العلاج.

وفي مدينة الخليل، اقتحمت قوات الجيش حي أبو كتيلة ونفّذت حملة اعتقالات واسعة، وتمركزت في محيط المستشفى الأهلي، حيث لاحقت المركبات المارة وفتشت عدداً منها، وفق ما أفادت به مصادر محلية.

وفي محافظة جنين، اعتقل الجيش الإسرائيلي أربعة سجناء سابقين من بلدة السيلة الحارثية، وجميعهم من المفرج عنهم ضمن صفقة التبادل قبل الأخيرة، بين "حماس وإسرائيل، وهم: رائد السعدي، محمد زطام جرادات، بشار شواهنة، ومؤيد زيود، وجميعهم كانوا قد أمضوا أحكاماً مؤبدة.

كما اعتقلت القوات الإسرائيلية شابين خلال اقتحام بلدة برقة شمال نابلس. وفي المدينة ذاتها، أصيب شاب بالرصاص الحي في الرقبة خلال مواجهات في منطقة رأس العين، بحسب الهلال الأحمر الفلسطيني، الذي أوضح أن عدداً من المواطنين أصيبوا بحالات اختناق نتيجة إطلاق قنابل الغاز المسيل للدموع بشكل كثيف.

وفي رام الله، اقتحمت القوات الإسرائيلية بلدة أم صفا شرق المدينة، ونفّذت حملة مداهمات طالت عشرات المنازل. وقال رئيس المجلس القروي مروان صباح إن الجيش أغلق مداخل البلدة وفرض طوقاً أمنياً، واعتلى أسطح عدد من المنازل، فيما ألحق أضراراً بعدد من المركبات خلال العملية.

وكشفت هيئة مقاومة الجدار والاستيطان أن السلطات الإسرائيلية نشرت المصادقة رسمياً على مخططين من مخططات E1 المعروفة بمخططات القدس الكبرى، بهدف بناء 1228 وحدة استيطانية على مساحة 818 دونماً، والمخطط الثاني يهدف إلى بناء 1315 وحدة استيطانية على مساحة 2173 دونماً، وقد تم نشر المصادقة بتاريخ 29 أيلول/سبتمبر 2025.