حاوية نفط

صدر الصورة، Sergei Dubrovskii

التعليق على الصورة، تحاول روسيا الالتفاف على عقوبات الغرب على صادراتها من النفط، إذ يمثل القدر الأكبر من نشاط التجارة الخارجية
    • Author, برند ديبوسمان جيه آر وماكس ماتزا
    • Role, مراسل شؤون البيت الأبيض

أعلنت الولايات المتحدة فرض عقوبات جديدة تستهدف شركتي "روسنفت" و"لوك أويل"، وهما أكبر شركتين نفطيتين في روسيا، في خطوة تهدف إلى زيادة الضغط على موسكو لدفعها نحو التفاوض على اتفاق سلام في أوكرانيا.

وقال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، من المكتب البيضاوي عقب لقائه بالأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته، لمناقشة جهود السلام: "شعرت أن الوقت قد حان. لقد انتظرنا طويلاً".

وجاء هذا الإعلان بعد يوم واحد فقط من إعلان ترامب تعليق خطة لقائه المرتقب مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى أجل غير مسمى.

وفي وقت سابق من الأربعاء، شنّت روسيا قصفاً مكثفاً على أوكرانيا أسفر عن مقتل ما لا يقل عن سبعة أشخاص، بينهم أطفال، ما زاد من حدة التوترات.

من جانبه، أعلن وزير الخزانة الأمريكية سكوت بيسنت العقوبات الجديدة، مؤكداً أنها جاءت نتيجة "رفض بوتين إنهاء هذه الحرب العبثية". وقال إن شركات النفط هذه تمول "آلة الحرب" الخاصة بالكرملين.

وأضاف في بيان رسمي: "الوقت قد حان لوقف القتل والتوصل إلى وقف فوري لإطلاق النار"، مشيراً إلى أن وزارته "ستتخذ إجراءات إضافية إذا لزم الأمر لدعم جهود الرئيس ترامب في إنهاء حرب جديدة".

وخلال ظهوره إلى جانب روتّه في المكتب البيضاوي، أعرب ترامب عن أمله في أن تحقق هذه العقوبات تقدماً هائلاً في محادثات السلام.

كما وصف الرئيس الأمريكي حزمة العقوبات الجديدة بأنها "هائلة"، مؤكداً أنه يأمل أن تُرفع هذه العقوبات في وقتٍ قريبٍ حال موافقة روسيا على وقف الحرب.

واتهم ترامب بوتين أيضاً بأنه "غير جاد فيما يتعلق بالتوصل إلى اتفاق سلام".

دونالد ترامب مرتديا بذلة وكرافت أحمر وخلفه علم الولايات المتحدة الأمريكية

صدر الصورة، Reuters

التعليق على الصورة، قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إنه مستعد لفرض عقوبات أكثر صرامة على روسيا في سبتمبر/أيلول الماضي

وقال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب: "في كل مرة أتحدث فيها إلى فلاديمير، تكون المحادثات جيدة، لكنها لا تفضي إلى شيء. لا تصل إلى أي نتيجة".

من جانبه، أشاد الأمين العام لحلف الناتو بالخطوة الأمريكية الأخيرة، معتبراً أنها تزيد الضغط على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

وأضاف روته: "يجب أن تمارس الضغط، وهذا بالضبط ما فعله اليوم".

تأتي هذه الخطوة بعد أسبوع واحد من إعلان المملكة المتحدة فرض عقوبات مماثلة على شركتي "روسنفت" و"لوك أويل"، في إطار تنسيق دولي متزايد للضغط على موسكو.

رفض روسي للعقوبات

قالت وزيرة المالية البريطانية راشيل ريفز أثناء إعلان العقوبات الجديدة: "لا مكان للنفط الروسي في الأسواق العالمية، وسنتخذ كل الإجراءات اللازمة لتدمير قدرة الحكومة الروسية على مواصلة هذه الحرب غير القانونية في أوكرانيا".

وفي إطار رد الفعل الروسي الرسمي على الخطوة البريطانية الأسبوع الماضي، أعربت السفارة الروسية في لندن عن رفضها لهذا التحرك، مؤكدةً أن استهداف شركات الطاقة الكبرى في روسيا سيؤدي إلى اضطراب في إمدادات الوقود العالمية، وسيتسبب في ارتفاع الأسعار على مستوى العالم.

وأضافت السفارة أن هذه العقوبات "ستؤثر سلباً على أمن الطاقة في الدول النامية والفقيرة"، مشيرةً إلى أن "الضغط لا يؤدي إلا إلى تعقيد الحوار السلمي ويزيد من حدة التصعيد".

وتُصدّر شركتا النفط الروسيتان "روسنفت" و"لوك أويل" نحو 3.1 مليون برميل يومياً، وتتحمل "روسنفت" وحدها مسؤولية ما يقرب من نصف إنتاج النفط الروسي، والذي يُشكّل حوالي 6 في المئة من إجمالي الإنتاج العالمي، وفقاً لتقديرات الحكومة البريطانية.

وفي وقت سابق من يوم الأربعاء، صرّح وزير الخزانة الأمريكي سكوت بيسنت لقناة فوكس نيوز بأن الرئيس ترامب يشعر بخيبة أمل من مسار المحادثات، متهماً الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بعدم تحري الصدق.

وقال بيسنت: "الرئيس بوتين لم يأتِ إلى طاولة الحوار بطريقة صادقة وواضحة كما كنا نأمل".

فلاديمير بوتين

صدر الصورة، EPA

التعليق على الصورة، اتهم سكوت بيسنت، وزير الخزانة الأمريكية، الرئيس بوتين بأنه لا يتحرى الصدق في التعامل مع ملف اتفاق السلام

ويمثل النفط والغاز القدر الأكبر من الصادرات الروسية، وتتضمن قائمة العملاء الأهم للنفط الروسي دولاً مثل الصين والهند وتركيا. ودعا الرئيس الأمريكي دونالد ترامب هذه الدول إلى التوقف عن شراء النفط الروسي، في محاولة لزيادة الضغط الاقتصادي على الكرملين.

وقالت تقارير إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب كان يدرس فرض عقوبات على شركتي "روسنفت" و"لوك أويل" قبل لقائه المرتقب مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في أغسطس/آب الماضي بولاية ألاسكا، وهو اللقاء الذي لم يسفر عن التوصل إلى اتفاق سلام.

وكانت الولايات المتحدة والمملكة المتحدة قد فرضتا في وقت سابق من هذا العام عقوبات مباشرة على شركات الطاقة الروسية الكبرى "غازبروم نفط" و"سورغوت نفتي غاز".

"إعادة إعمار أوكرانيا"

ترامب وبوتين

صدر الصورة، Getty Images

التعليق على الصورة، أُلغيت خطط أمريكية لعقد قمة بين الزعيمين ترامب وبوتين في وقتٍ قريبٍ

وفي البيت الأبيض، كان من المتوقع أن يناقش الأمين العام لحلف الناتو مارك روتّه خطة مكوّنة من 12 بنداً وضعتها دول أوروبية أعضاء في الحلف بالتعاون مع كييف، والتي تهدف إلى تجميد خط المواجهة الحالي، وإعادة الأطفال الذين تم ترحيلهم، بالإضافة إلى تنفيذ عملية تبادل أسرى بين الطرفين المتحاربين.

كما تتضمن الخطة إنشاء صندوق لإعادة إعمار أوكرانيا، وتوفير مسارات أمنية، إلى جانب وضع خطوات واضحة لانضمام أوكرانيا إلى الاتحاد الأوروبي، وزيادة الدعم العسكري لكييف، ومواصلة الضغط الاقتصادي على موسكو.

وفي وقت سابق من هذا الأسبوع، صرّح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بأنه لا يرغب في عقد "اجتماع غير مجدٍ" مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في بودابست، مشيراً إلى أن نقطة الخلاف الأساسية تكمن في رفض موسكو وقف القتال على خطوط المواجهة الحالية.

وكان من المقرر عقد اجتماع تحضيري هذا الأسبوع بين وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو ونظيره الروسي سيرغي لافروف، إلا أن البيت الأبيض أعلن أن الوزيرين أجريا مكالمة "مثمرة"، ولم يعد هناك حاجة لعقد الاجتماع.

من جانبه، عبّر ترامب مراراً عن دعمه لمقترحات تهدف إلى تجميد القتال عند خطوط التماس الحالية.

وقال يوم الإثنين الماضي: "دعوا الأمور تُحسم كما هي. قلت: أوقفوا القتال عند خط المعركة. عودوا إلى دياركم. توقفوا عن القتال، توقفوا عن قتل الناس".

من جانبها، رفضت روسيا المقترحات المطروحة، إذ أكد المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف أن "موقف روسيا ثابت ولا يتغير"، في إشارة إلى مطلب موسكو بانسحاب القوات الأوكرانية من منطقة دونباس شرقي أوكرانيا.

ونفى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الأربعاء الماضي ما ورد في صحيفة "وول ستريت جورنال" بشأن موافقة الولايات المتحدة على تنفيذ ضربات صاروخية أوكرانية بعيدة المدى داخل الأراضي الروسية، واصفاً التقرير بأنه "أخبار زائفة".

من جهته، أعرب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي عن رغبته في أن تزود الولايات المتحدة قواته بصواريخ "توماهوك" بعيدة المدى، مشيراً إلى أن مجرد التهديد باستخدام هذه الأسلحة قد يدفع روسيا إلى الجلوس على طاولة المفاوضات.