تصاعد الدخان عقب غارة إسرائيلية استهدفت مبنى في مخيم البريج للاجئين الفلسطينيين وسط قطاع غزة، في 19 أكتوبر/تشرين الأول 2025.

صدر الصورة، Getty Images

التعليق على الصورة، دخان متصاعد عقب غارة إسرائيلية استهدفت مبنى في مخيم البريج للاجئين الفلسطينيين وسط قطاع غزة، في 19 أكتوبر/تشرين الأول 2025.

قال الجيش الإسرائيلي إنه بدأ موجة من الهجمات الجوية ضد "أهداف تابعة لحركة حماس" في جنوب قطاع غزة، رداً على ما وصفه بـ"الانتهاك الصارخ لاتفاق وقف إطلاق النار" في وقت سابق اليوم.

ووفق شهود عيان، فقد شنّت الطائرات الإسرائيلية أكثر من 20 غارة جوية متتالية استهدفت قرى وبلدات شرقي خان يونس، ترافقت مع انفجارات ضخمة وتصاعد كثيف للدخان الأبيض والأسود من مواقع القصف.

وأفادت وسائل إعلام محلية إسرائيلية أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو سيعقد اجتماعاً أمنياً مع كبار مساعديه مساء الأحد، وأن إسرائيل ستعلق إدخال المساعدات إلى غزة حتى إشعار آخر.

وقالت هيئة البث الإسرائيلية إنه جرى "تصفية" قائد سرية النخبة في لواء شمال غزة يحيى المبحوح في قصف اسرائيلي لمقهى وسط غزة.

من جهته أعلن مستشفى العودة في مخيم النصيرات وسط القطاع بأن قصفاً جوياً إسرائيلياً استهدف مدرسة "السردي" التي تؤوي نازحين في المخيم، مما أدى إلى مقتل 4 أشخاص، وفقاً للمستشفى.

كما أفادت التقارير بمقتل شخصين على الأقل بينهم صحافي ونجل صحافي ثان في قصف مكان سكنهم في منطقة بلدة الزوايدة وسط القطاع.

وأفادت وكالة الصحافة الفلسطينية بارتفاع عدد قتلى اليوم إلى 21 غزياً وإصابة آخرين، إثر القصف الإسرائيلي متواصل على مناطق متفرقة من قطاع غزة.

ووفقاً لـ "صفا" فإنه إلى جانب النصيرات، فقد استهدف الجيش الإسرائيلي شمالي مدينة خان يونس جنوبي القطاع، وغربي مدينة دير البلح وسط القطاع، وبلدة جباليا شمالي غزة، ومدينة رفح جنوبي القطاع، فضلاً عن إطلاق آليات الجيش الإسرائيلي النار على بلدة عبسان الكبيرة شرقي خان يونس.

حماس وإسرائيل تتبادلان الاتهامات

تأتي هذه التطورات بعد توجيه الجيش الإسرائيلي، الأحد، "تحذيراً عاجلاً" لسكان غزة الموجودين شرق الخط الأصفر، بضرورة الإخلاء الفوري نحو الغرب، مشيراً إلى أن المناطق "المعلّمة باللون الأحمر" تُصنّف مناطق "قتال خطيرة جداً".

وجاء التحذير على إثر ما قال الجيش الإسرائيلي إنها "انتهاكات متكرّرة شهدها اتفاق وقف إطلاق النار، والهجوم الإجرامي الذي نفذته عناصر حماس الإرهابية صباح اليوم".

وقال المتحدث العسكري أفيخاي أدرعي إن إطلاق النار على آليات إسرائيلية في رفح يشكل "خرقاً فاضحاً للاتفاق"، معلناً تنفيذ غارات جوية وقصف مدفعي في رفح، واستهداف "أنفاق ومبانٍ عسكرية"، ومؤكداً أن الجيش الإسرائيلي سيرد بقوة.

وبحسب الجيش الإسرائيلي فإن "عناصر تخريبية" أطلقت في وقت سابق اليوم قذائف مضادة للدروع وأطلقت النار باتجاه آليات هندسية تابعة للجيش، كانت تعمل على تدمير "بنى تحتية إرهابية" في رفح، وفقاً لهيئة البث الإسرائيلية.

غزيون يهرعون للاحتماء بعد غارة إسرائيلية استهدفت مبنىً في مخيم البريج للاجئين الفلسطينيين وسط قطاع غزة في 19 أكتوبر/تشرين الأول 2025

صدر الصورة، Getty Images

التعليق على الصورة، غزيون يهرعون للاحتماء بعد غارة إسرائيلية استهدفت مبنىً في مخيم البريج للاجئين الفلسطينيين وسط قطاع غزة في 19 أكتوبر/تشرين الأول 2025

في المقابل، اتهمت حركة حماس إسرائيل بارتكاب خروقات جسيمة للاتفاق المبرم في شرم الشيخ، مؤكدة أنها التزمت ببنوده "بدقة ومسؤولية"، وأن إسرائيل تعمّدت "انتهاكه منذ اليوم الأول".

وقالت الحركة إن "قوات الاحتلال الإسرائيلي" استهدفت "عمداً" مدنيين وأسفر ذلك عن 46 قتيلاً و132 مصاباً، فضلاً عن تجاوز الخط الأصفر المتفق عليه للانسحاب، ومنع دخول مواد غذائية ووقود وإمدادات إنسانية.

كما أعلنت حماس تسلّم 150 جثماناً لفلسطينيين قالت إن بعضهم ظهرت عليهم آثار التعرض لـ "التعذيب أو السحق تحت الجنازير"، وطالبت بإدخال معدات لفحص الحمض النووي لمعرفة هويات الجثامين وأخرى لإزالة الركام.

ونفت حماس أي علاقة لها بـ"الاشتباكات" شرق رفح، مؤكدة أن المنطقة "تحت سيطرة الاحتلال"، وأنها "فقدت الاتصال" بمجموعاتها هناك منذ أشهر، مجددة "تمسكها" بالاتفاق.

أهمل X مشاركة

تحذير: بي بي سي غير مسؤولة عن محتوى المواقع الخارجية

نهاية X مشاركة

وقال عضو المكتب السياسي لحركة حماس عزت الرشق، إن إسرائيل هي من تواصل "خرق الاتفاق واختلاق الذرائع الواهية لتبرير جرائمها"، على حد تعبيره.

وأضاف الرشق في تصريح صحفي مقتضب: "محاولات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو التنصل والتنكر من التزاماته تأتي تحت ضغط ائتلافه الإرهابي المتطرف، في محاولة للهروب من مسؤولياته أمام الوسطاء والضامنين"، بحسب نص التصريح.

ووسط تبادل الطرفان اتهامات بخرق الهدنة، دعت حماس الولايات المتحدة إلى "التوقف عن تبني رواية الاحتلال"، بعد أن قالت واشنطن إنها "تتابع عن كثب التطورات على الأرض" وأنه "في حال مضت حماس قدماً في هذا الهجوم، فسيُتخذ إجراءات لحماية سكان غزة والحفاظ على سلامة وقف إطلاق النار".

"معبر رفع سيبقى مغلقاً"

وترفض إسرائيل إعادة فتح معبر رفح الحدودي بين قطاع غزة ومصر، مؤكدةً أنه "سيبقى مغلقاً حتى إشعار آخر، وأن إعادة فتحه ستعتمد على تسليم حركة حماس جثث بقية الرهائن المتوفين"، بقرار أصدره السبت رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.

هذا القرار جاء بعد إعلان السفارة الفلسطينية في القاهرة إعادة فتح المعبر اعتباراً من يوم الاثنين "لتمكين المواطنين الفلسطينيين المقيمين في جمهورية مصر العربية والراغبين بالعودة إلى قطاع غزة من السفر".

من جانبها، اعتبرت حماس قرار نتنياهو "خرقاً فاضحاً لبنود اتفاق وقف إطلاق النار وتنكراً للالتزامات التي تعهد بها أمام الوسطاء والجهات الضامنة".

وأضافت في بيان لها أن "استمرار إغلاق معبر رفح ومنع خروج الجرحى والمرضى وحركة المواطنين في الاتجاهين، ومنع إدخال المعدات الخاصة اللازمة في عمليات البحث عن المفقودين تحت الأنقاض، ومنع دخول التجهيزات والفرق المختصة بفحص الجثث والتأكد من هويتها، سيؤدي إلى تأخير عمليات انتشال وتسليم الجثث".

وقالت كتائب القسام إنها عثرت اليوم على جثة أحد الرهائن الذين لقوا حتفهم خلال فترة احتجازها لهم في قطاع غزة، وذلك "خلال عمليات البحث المتواصلة".

وأضافت الكتائب أنها ستسلم هذه الجثة اليوم "في حال كانت الظروف الميدانية مهيأة لذلك" مؤكدة أن أي تصعيدٍ إسرائيلي "سيعيق عمليات البحث والحفر وانتشال الجثامين، مما سيؤدي لتأخير استعادة الاحتلال لجثث قتلاه" حسبما قالت.

وأعلنت إسرائيل مساء السبت أنها تسلمت جثتي اثنين من الرهائن من الصليب الأحمر في غزة، مما يعني تسلمها 13 جثة من أصل 28 بموجب اتفاق وقف إطلاق النار.

واستطاعت السلطات الإسرائيلية الأحد التعرف على جثة أحد الرهينتين، وتعود للرهينة رونين إنغل، البالغ من العمر 54 عاماً.

وأفاد الجيش الإسرائيلي أنه "أبلغ عائلة الرهينة رونين إنغل" بتسلم رفاته، وهو ما أكده مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في بيان.

وبموجب الاتفاق، أفرجت حركة حماس عن جميع الرهائن الإسرائيليين العشرين الأحياء الذين ظلت تحتجزهم لمدة عامين، مقابل إطلاق سراح نحو ألفي سجين ومعتقل فلسطيني في السجون الإسرائيلية.

لكن إسرائيل تقول إن حماس تتباطأ في تسليم جثث الرهائن. فيما تقول الحركة إن العثور على بعض الجثث وسط الدمار الواسع في غزة يحتاج إلى وقت.

ويقضي الاتفاق بأن تعيد إسرائيل 360 جثة لفلسطينيين مقابل رفات الرهائن الإسرائيليين. وسلمت إسرائيل حتى الآن 15 جثة فلسطينية مقابل كل جثة رهينة تسلمتها.

يُذكر أن معبر رفح مغلق بشكل شبه تام منذ مايو/أيار 2024.

تسيير قوافل "زاد العزة" إلى غزة من بوابة رفح الجنوبية

شاحنات تحمل مساعدات إنسانية ووقود تصطف عند معبر رفح على الجانب المصري، وسط وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس في غزة، في رفح، مصر، 17 أكتوبر/تشرين الأول 2025.

صدر الصورة، Reuters

التعليق على الصورة، السلطات المصرية تسيّر قوافل المساعدات منذ يوليو/تموز الماضي، عبر البوابة الجانبية لمعبر رفح، بالاتفاق مع السلطات الاسرائيلية وبوساطة أمريكية.

استأنفت جمعية الهلال الأحمر المصري، الأحد، تسيير قوافل الإغاثة الإنسانية الموجهة إلى قطاع غزة، عبر البوابة الجانبية لمعبر رفح من الجانب المصري باتجاه معبريْ كرم أبو سالم والعوجة، وذلك بعد يومين من التوقف بسبب العطلة الأسبوعية.

وأوضحت الجمعية في منشور عبر منصاتها الرسمية على مواقع التواصل الاجتماعي، أنها سيَّرت قافلة جديدة من هذه القوافل التي تحمل اسم "زاد العزة"، تحتوي على نحو 8,500 طن من المساعدات الإنسانية، من بينها قرابة 3,500 طن من السلال الغذائية والطحين، وأكثر من 2300 طن من المستلزمات الطبية والإغاثية الضرورية التي يحتاجها سكان القطاع.

كما تضمنت القافلة ما يزيد على 2,500 طن من المواد البترولية وغاز الطهي المنزلي.

وتُسيِّر السلطات المصرية هذه القوافل منذ يوليو/تموز الماضي، بالاتفاق مع السلطات الاسرائيلية وبوساطة أمريكية.

وذكرت مصادر بالأمم المتحدة، أنه تم إدخال أكثر من 650 شاحنة مساعدات، منذ التوقيع على اتفاق شرم الشيخ لوقف الحرب في قطاع غزة، في وقت سابق من الشهر الجاري.

ووفقاً لخطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لإنهاء الحرب، يُفترض أن تسمح السلطات الإسرائيلية بإدخال نحو 400 شاحنة مساعدات يومياً إلى غزة، بما فيها شاحنات للوقود وغاز الطهي، إلى جانب الشاحنات المخصّصة لأغراض تجارية.

ومن المفترض كذلك أن يرتفع عدد هذه الشاحنات إلى نحو 600 شاحنة يومياً، مع المضي قدماً في تنفيذ مراحل الاتفاق المختلفة.

"تعذيب وإعدام ميداني"

قال سامح حمد، مختص الأدلة الجنائية وعضو لجنة الجثامين في وزارة الصحة بغزة، إن الوزارة تمكنت من التعرف على هوية 25 جثة من أصل الجثامين التي تم تسلمها مؤخراً من الصليب الأحمر، مؤكداً أنها تحمل آثاراً واضحة على التعذيب والإعدام الميداني.

وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة، أنها تسلمت اليوم الدفعة الخامسة من جثامين قتلى من أبناء القطاع، كانت جثثهم محتجزة لدى السلطات الإسرائيلية.

وبحسب الوزارة تتألف هذه الدفعة، التي تم تسلمها بواسطة اللجنة الدولية للصليب الأحمر، من 15 جثماناً، ليرتفع بذلك إجمالي عدد الجثامين التي تم تسلمها من الجانب الإسرائيلي، منذ توقيع اتفاق وقف إطلاق النار الحالي في قطاع غزة إلى 150 جثة.

وتحدثت الوزارة في بيان لها أنه ظهرت على "بعض الجثامين.. علامات التنكيل والضرب وتكبيل الأيدي وتعصيب الأعين"، وأنه تم التعرف حتى اللحظة على هوية 25 منهاً من قبل ذويهم.

وأوضحت أن طواقمها الطبية تواصل التعامل مع الجثامين "وفق الإجراءات الطبية والبروتوكولات المعتمدة، تمهيداً لاستكمال عمليات الفحص والتوثيق والتسليم للأسر".

وتنفي السلطات الإسرائيلية على الدوام الإقدام على أي عمليات تعذيب أو تنكيل بالمحتجزين الفلسطينيين لديها.

وكانت الوزارة قد كشفت السبت 18 أكتوبر/تشرين الأول 2025، أن 27 قتيلاً و143 مُصاباً سُجلوا منذ إعلان وقف إطلاق النار، إلى جانب انتشال 404 جثامين من مناطق الاستهداف التي تعرض لها القطاع خلال الحرب.

وأكد التقرير اليومي للوزارة أن عدداً من الضحايا لا يزالون تحت الأنقاض وفي الطرقات، وسط عجز طواقم الإسعاف والدفاع المدني عن الوصول إليهم، بسبب الدمار الكبير والحصار المفروض.

التعليق على الفيديو، اتهامات بوجود "أثار تعذيب" على جثامين فلسطينيين سلمتها إسرائيل إلى غزة

ووفق التقرير، ارتفعت حصيلة القتلى منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 إلى 68,116 قتيلاً و170,200 إصابة، بعد إضافة 120 قتيلاً جديداً تم التحقق من بياناتهم من قبل اللجنة القضائية المختصة بملف التبليغات والمفقودين، خلال الفترة من 10 إلى 17 أكتوبر/تشرين الأول الجاري.

كما أوضحت الوزارة أنها استلمت مؤخراً 15 جثة مجهولة الهوية من الجانب الإسرائيلي، ليصل إجمالي عدد الجثامين التي تسلّمتها وزارة الصحة إلى 135 جثة، تم تسليمها على أربع دفعات.