كيف يمكن اكتشاف الإصابة بمرض الزهايمر مبكراً؟
صدر الصورة، Getty Images
يُعَدّ مرض الزهايمر أكثر أنواع الخرف شيوعاً، وهو اضطراب عصبي تنكّسي يتسم بالتراجع التدريجي في الذاكرة والتفكير والقدرات السلوكية، وغالباً ما يتطور المرض ببطء على مدى سنوات طويلة، بحيث لا تكون أعراضه واضحة في بدايته، إذ قد تختلط بمؤشرات أمراض أخرى مثل الاكتئاب أو القلق أو حتى الشيخوخة الطبيعية.
وتشير التقديرات الصادرة عن "جمعية الزهايمر" في بريطانيا إلى أن نحو 850 ألف شخص هناك مصابون بالخرف، غالبيتهم بمرض الزهايمر، بينما يتجاوز عدد المصابين عالمياً 55 مليون شخص وفق بيانات منظمة الصحة العالمية.
ويحذر الخبراء من أن عبء الزهايمر يتزايد عالمياً بشكل كبير مع ارتفاع معدلات الشيخوخة، حيث يُتوقع أن يتضاعف عدد المصابين ثلاث مرات تقريباً بحلول عام 2050.
هذا ما يجعل من التشخيص المبكر، والتوعية المجتمعية، وتطوير العلاجات الفعالة، قضايا محورية في الجهود الطبية والبحثية لمواجهة هذا المرض المعقّد.
كيف يمكنك اكتشاف علامات الإصابة بالمرض؟
لا يُعَدّ مرض الزهايمر مجرد نسيان عابر لتفاصيل يومية كأماكن الأشياء أو أسماء بعض الأشخاص، وهي أمور شائعة في سياق الشيخوخة الطبيعية، بل إن الزهايمر يتميز بخلل أعمق وأكثر خطورة في الذاكرة والوظائف المعرفية، حيث يُعَدّ فقدان الذاكرة أحد أبرز علاماته المبكرة وأكثرها وضوحاً.
وتشير دراسات طبية منشورة في "المعهد الوطني الأميركي للشيخوخة" و"جمعية الزهايمر" إلى أن الزهايمر يؤثر أولاً في الذاكرة قصيرة المدى، فيجد المريض صعوبة في تذكر ما قام به قبل دقائق، أو يُعيد طرح الأسئلة نفسها مرات متكررة، أو ينسى أحداثاً وقعت مؤخراً.
هذا الاضطراب يتجاوز حدود النسيان المعتاد، إذ يمكن أن يؤدي إلى عجز عن إتمام مهام يومية بسيطة مثل اتباع وصفة للطهي أو استخدام بطاقة مصرفية.
ومع تفاقم المرض، تمتد الأعراض إلى اضطراب اللغة والانتباه والتفكير المنطقي، ثم لاحقاً إلى تراجع القدرة على الاستقلالية في الحياة اليومية.
وتؤكد الأبحاث أن هذه التغيرات مرتبطة بتلف تدريجي في مناطق الدماغ المسؤولة عن التعلم والذاكرة، نتيجة تراكم بروتينات غير طبيعية.
وبينما يُعتبر النسيان الجزئي جزءاً طبيعياً من التقدم في العمر، فإن التمييز بينه وبين العلامات المبكرة لمرض الزهايمر يمثل تحدياً أساسياً للأطباء والأسر على حد سواء، ويشكّل مفتاحاً للتشخيص المبكر والتدخل العلاجي المناسب.
صُنع كوب من الشاي
صدر الصورة، Getty Images
قد تكشف المهام اليومية الصغيرة عن العلامات المبكرة لمرض الزهايمر فإعداد كوب من الشاي، وهو نشاط روتيني لا يحتاج عادةً إلى جهد ذهني كبير، يمكن أن يتحول إلى تحدٍ حقيقي.
إذ يجد المصاب نفسه في حيرة من ترتيب الخطوات البسيطة، أو يتوقف في منتصف المهمة غير قادر على تذكر ما تبقى.
غالباً ما تكون هذه التغييرات بسيطة ولا يمكن ملاحظتها في البداية، لكنها قد تصبح شديدة بما يكفي للتأثير على الحياة اليومية.
وقد يلاحظ الشخص أو أفراد عائلته صعوبات متكررة مثل الارتباك أثناء استخدام الهاتف، أو نسيان تناول الأدوية بانتظام.
ومع مرور الوقت، قد يمتد الأمر إلى مشكلات في الكلام واللغة، مثل صعوبة إيجاد الكلمات المناسبة أثناء الحديث.
لماذا أنا هنا؟
صدر الصورة، Getty Images
من العلامات المبكرة الأخرى لمرض الزهايمر أن يسأل المريض نفسه باستمرار: "لماذا أنا هنا؟"، إذ يشعر بتوتر وارتباك حول المكان الذي يوجد فيه أو السبب الذي أتى به إليه.
هذا الارتباك قد يظهر بوضوح في البيئات غير المألوفة، لكن المقلق أنه قد يمتد حتى إلى المنزل، حيث يمكن أن يصعد الشخص إلى الطابق العلوي أو يدخل غرفة اعتادها لسنوات، ثم يفقد القدرة على التعرف عليها.
ويشرح خبراء المعهد الوطني الأميركي للشيخوخة أن هذا العرض يرتبط بتراجع قدرة الدماغ على معالجة الإشارات المكانية والزمنية، وهو ما يجعل المصاب يضيع بسهولة أو لا يتذكر كيف وصل إلى موقع معين.
ولا يتوقف الأمر عند المكان فقط، بل يمتد إلى الزمن، إذ قد يواجه المريض صعوبة في معرفة اليوم أو الشهر أو حتى الفصل من السنة.
تغير في المزاج
لا تقتصر العلامات المبكرة لمرض الزهايمر على فقدان الذاكرة أو الارتباك المكاني، بل تمتد لتشمل تغيرات ملحوظة في المزاج والسلوك، ويصبح الشخص أكثر عرضة للشعور بالضيق أو الاستياء من مواقف بسيطة، ويميل إلى الإحباط بسرعة، أو حتى يفقد شيئاً من ثقته بنفسه.
ويشير خبراء جمعية الزهايمر إلى أن هذه التغيرات تعود إلى تأثير المرض على مناطق الدماغ المرتبطة بالتحكم العاطفي، وهو ما يفسر ظهور حالات من القلق والاهتياج، إلى جانب فقدان الاهتمام بالأنشطة اليومية التي كانت مألوفة ومحببة من قبل.
ومع الوقت قد يصبح المريض أقل مرونة وأكثر تردداً في تجربة أشياء جديدة.
صدر الصورة، Getty Images
معظم الناس يعرفون أن هناك خطأ ما
تقول كاثرين سميث، من جمعية الزهايمر، إن الخرف "ليس جزءاً طبيعياً من الشيخوخة، إنه مرض في الدماغ"، ولا يؤثر فقط على كبار السن فأكثر من 40 ألف شخص تحت سن 65 يعانون من الخرف في بريطانيا.
وتوضح أن تجربة الجميع مختلفة ولا يوجد نوعان من الخرف متشابهان، لكن معظم الناس يدركون متى يكون هناك خطأ ما، ولن يحصلوا على الدعم الذي يحتاجونه ما لم يذهبوا إلى الطبيب.
وتقول كاثرين سميث :"من الممكن العيش بشكل جيد مع الخرف لسنوات عديدة والتشخيص لا يغير طبيعة الشخص على الفور".
لكنها تدرك أن وصمة تشخيص مرض الزهايمر تعني أن الكثير من الناس يشعرون بالعزلة ويُساء فهمهم إذا كشفوا عنها.
Latest BBC Arabic
- الجيش الإسرائيلي يعلن "إعادة تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار" بعد اتهامات متبادلة مع حماس بخرق الاتفاقاندلعت اشتباكات شرق رفح بعد تفجير استهدف آلية إسرائيلية، وهو ما اعتبرته إسرائيل خرقاً للهدنة. في المقابل، نفت حماس مسؤوليتها عن الحادثة، واتهمت إسرائيل بمحاولة إفشال وقف إطلاق النار
- سرقة "مجوهرات" من متحف اللوفر الشهير خلال 7 دقائق فقط، فما القصة؟تعرض متحف اللوفر في باريس، أحد أشهر المتاحف في العالم، إلى عملية سرقة صباح الأحد، وفق ما أعلنت السلطات الفرنسية، فيما يجري الشرطة تحقيقاً في الحادثة.
- ماذا تعرف عن القرية المصرية الصغيرة التي تنتج أكثر من نصف ياسمين العالم؟شبرا بلولة شمال القاهرة تنتج أكثر من نصف ياسمين العالم المستخدم في العطور الشهيرة مثل "شانيل رقم 5" و"مس ديور"، حيث يزرع معظم أراضيها بهذه الزهرة منذ الخمسينيات، وتصل كميتها إلى نحو 2500 طن سنوياً.
- مواجهة شي جينبينغ وترامب لن يخرج منها إلا منتصر واحد - مقال في الغارديان"بينما تتقهقر الولايات المتحدة، تتقدّم الصين بقيادة شي جينبينغ، الذي يبدو عازماً على وضْع بلاده في موضع الصدارة عالمياً"، وفقاً لمقال في الغارديان.
- ماذا تعني خسارة الأمير أندرو لألقابه بالنسبة لزوجته السابقة سارة فيرغسون وابنتيه بياتريس ويوجيني؟بعد تجريد الأمير أندرو من ألقابه الملكية بسبب صلاته بجيفري إبستين، فقدت زوجته السابقة سارة فيرغسون لقب "دوقة يورك" لتُعرف باسمها فقط، فيما احتفظت ابنتاه بياتريس ويوجيني بلقبيهما.
- الرائحة تقود فرق الدفاع المدني لتحديد موقع جثمان المعلمة الفلسطينية غادة رباح تحت الركامأثارت قصتها تفاعلاً واسعاً، إذ شبّه كثيرون مصيرها بمأساة الطفلة هند رجب، التي كانت قد ناشدت فرق الهلال الأحمر الفلسطيني مطلع عام 2024 أثناء محاصرتها داخل سيارة تحيط بها المركبات العسكرية الإسرائيلية، قبل أن يُعلن مقتلها لاحقاً مع أفراد أسرتها.