مدير المخابرات المصرية يلتقي نتنياهو في إسرائيل، والحيّة: "اتفاق غزة سيصمد، ومصممون على المضي فيه إلى نهايته"
صدر الصورة، AFP via Getty Images
وصل رئيس جهاز المخابرات العامة المصرية، اللواء حسن رشاد، اليوم الثلاثاء إلى إسرائيل في زيارة مفاجئة، تزامنت مع وجود نائب الرئيس الأمريكي جاي دي فانس في البلاد والمبعوثين الامريكيين جاريد كوشنر وستيف ويتكوف وذلك مع تجدد إطلاق النار في غزة والذي يهدد بفشل خطة إنهاء الحرب بين إسرائيل وحركة حماس.
وبحسب مصادر إسرائيلية، فقد التقى رشاد برئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في القدس لبحث مراحل تنفيذ خطة الرئيس الامريكي دونالد ترامب للسلام، والانتقال إلى المرحلة الثانية من الاتفاق بين إسرائيل وحماس. كما التقى رشاد برئيس جهاز الشاباك الجديد دافيد زيني وعدداً من كبار المسؤولين الأمنيين الإسرائيليين.
وأكّدت رئاسة الوزراء الإسرائيلية رسمياً اللقاء بين الجانبين، مشيرة في بيانها إلى أنهما "ناقشا سبل دفع خطة الرئيس ترامب قدماً، والعلاقات الإسرائيلية المصرية، وتعزيز مسيرة السلام بين البلدين، إلى جانب قضايا إقليمية أخرى."
وكانت هيئة البث الاسرائيلية قد ذكرت الليلة الماضية أن الوجهة الأولى لنائب الرئيس الأمريكي دي فانس بعد وصوله إلى مطار بن غوريون، كانت القيادة المشتركة الإسرائيلية – الأمريكية في كريات غات، التي أُنشئت مؤخراً لمتابعة تنفيذ بنود وقف إطلاق النار ضمن خطة ترامب.
وأفادت الهيئة بأن دي فانس، كان يعتزم زيارة قطاع غزة خلال زيارته التي تستمر حتى الخميس، لكنْ تَقرر فيما بعد أنه سيطلع على ما يحدث في القطاع عن بُعد، من خلال شاشات خاصة، وذلك لأسباب أمنية.
وفي سياق متصل، كشفت صحيفة نيويورك تايمز أن مسؤولين في إدارة ترامب أعربوا عن قلقهم من احتمال أن يتراجع نتنياهو عن الاتفاق مع حماس ويستأنف العمليات العسكرية في غزة.
وأضافت الصحيفة أن فانس وويتكوف وكوشنر يسعون خلال زيارتهم الحالية إلى منع تجدد الحرب وضمان التزام إسرائيل بالاتفاق الذي يشكل حجر الأساس في الخطة الأمريكية الجديدة لتسوية النزاع.
وفي القاهرة، يجتمع وفد من حركة حماس، برئاسة خليل الحية، مع مسؤولِين مصريين لبحث الحوار الفلسطيني – الفلسطيني الذي تعتزم مصر استضافته قريباً، بهدف مناقشة مستقبل قطاع غزة بعد الحرب، وفقاً لمصادر مصرية وفلسطينية تحدثت إلى بي بي سي.
صدر الصورة، AFP via Getty Images
في السياق ذاته، قال القيادي في حركة حماس خليل الحيّة في مقابلة أجرتها معه قناة "القاهرة الإخبارية" في العاصمة المصرية، وبُثّت فجر الثلاثاء، "نحن مصمّمون على المضيّ في الاتفاق إلى نهايته".
وأضاف الحيّة أن الاتفاق سيصمد "لأننا نريد أن يصمد، وإرادتنا بالالتزام به قوية"، لافتاً كذلك إلى الجهد الدولي في التوصل للاتفاق.
وثمَّن الحيّة جهود الوسطاء في مصر وقطر وتركيا، وأشار إلى أن "الإرادة الدولية والتظاهرة الكبرى التي رعتها مصر والرئيس عبد الفتاح السيسي وبحضور الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، هي الضمانة بأن الحرب في غزة قد انتهت".
وقال الحيّة إنه فيما يتعلق بملفّ جثامين عدد من الرهائن الإسرائيليين في قطاع غزة، "نحن جادّون لاستخراج وتسليم كلّ الجثامين كما ورد في الاتفاق، وليس لنا أي مطمح أو رغبة في أن يبقى أحد، لتعود جثامينهم إلى ذويهم، وتعود جثامين شهدائنا إلى ذويهم أيضاً ويدفنوا بكرامة".
لكنه أوضح: "نحن نجد صعوبة بالغة (في استخراج الجثامين) لأنّه مع تغيّر طبيعة الأرض ووجود بعضها تحت الركام"، بسبب الدمار الكبير في القطاع، فإنّ استخراجها "يحتاج إلى وقت ويحتاج إلى معدّات كبيرة، ولكن بالتصميم والإرادة سنصل إن شاء الله إلى إنهاء هذا الملف كاملاً".
وقال الحيّة أيضاً إنّ إسرائيل التزمت بما ورد في الاتفاق لجهة السماح بإدخال الكميات المتّفق عليها من المساعدات الإنسانية لسكان القطاع، لافتاً إلى أنه يأمل بتدخل الوسطاء لإدخال مزيد من المساعدات "خاصة في شق الإيواء والمستلزمات الطبية قبيل فصل الشتاء".
مساعدات تكفي نصف مليون لأسبوعين فقط
صدر الصورة، AFP via Getty Images
أكدت الأمم المتحدة يوم الثلاثاء أن الحفاظ على وقف إطلاق النار في قطاع غزة أمرٌ أساسي لإيصال المساعدات الإنسانية إلى الأراضي الفلسطينية، مجددة دعوتها لفتح جميع المعابر.
وقالت عبير عطيفة، المتحدثة باسم برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة في الشرق الأوسط، في إفادة صحفية بجنيف: "إن الحفاظ على وقف إطلاق النار أمرٌ حيوي؛ فهو في الواقع السبيل الوحيد لإنقاذ الأرواح".
وأضافت عطيفة أنه منذ دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ، دخلت 530 شاحنة تابعة لبرنامج الأغذية العالمي إلى غزة، محملةً بأكثر من 6700 طن من الغذاء، الذي قالت إنه "يكفي ما يقرب من نصف مليون شخص لأسبوعين".
وأوضحت أن "الغذاء يصل إلى المستودعات، وعمليات التوزيع تُجرى بطريقة منظمة وكريمة"، مؤكدة أن برنامج الأغذية العالمي لم يشهد أي نهب لقوافله منذ وقف إطلاق النار.
صرحت بأن البرنامج لديه الآن 26 نقطة توزيع طعام مفتوحة في غزة، بزيادة خمس نقاط يوم الجمعة، لكنها لا تزال أقل بكثير من 145 نقطة يأمل البرنامج في تشغيلها في جميع أنحاء القطاع. معظمها في جنوب ووسط القطاع.
وأشارت إلى أن معبري كرم أبو سالم وكيسوفيم فقط هما المفتوحان، داعية إلى فتح جميع نقاط الدخول إلى الأراضي الفلسطينية، خاصة تلك الواقعة في الشمال، حيث الوضع الغذائي "متدهور للغاية".
وأضافت: "ليس لدينا أي مؤشر على موعد فتح هذه النقاط الحدودية"، مضيفةً: "لم نصل بعد إلى مرحلة إغراق غزة بالطعام".
نقل جثامين 15 فلسطينياً من إسرائيل
صدر الصورة، Reuters
من ناحية أخرى، صرح الصليب الأحمر بأنه سهّل يوم الثلاثاء نقل 15 جثة فلسطينية من إسرائيل إلى غزة، في إطار اتفاق وقف إطلاق النار الذي توسطت فيه الولايات المتحدة، ليصل إجمالي الجثث التي سُلّمت إلى 165 جثة.
وقال الصليب الأحمر في بيان: "سهّلت اللجنة الدولية للصليب الأحمر اليوم نقل جثث فلسطينيين متوفين إلى السلطات في غزة. وأكدت السلطات الصحية المحلية في غزة أن عدد الجثث التي استُقبلت اليوم هو 15 جثة".
وبموجب اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، كان من المقرر أن تُسلّم إسرائيل جثث 15 فلسطينياً مقابل كل جثمان إسرائيلي مُتوفي يُعاد.
وأكدت إسرائيل أن حماس سلّمت جثمان الرهينة الثالث عشر يوم الاثنين. وأعلنت إسرائيل، الثلاثاء، أنه تم التعرف عليه على أنه رفات طال حايمي، ضابط الصف الذي قُتل في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
وصرح مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي: "بعد استكمال عملية التعرف على الهوية... أبلغ ممثلو (الجيش) عائلة الرهينة، الرقيب أول طال حايمي، رحمه الله، أن قريبهم قد أُعيد إلى إسرائيل واكتمل التعرف عليه".
قُتل طال حايمي، 41 عامًا، قائد ميليشيا دفاع كيبوتس نير إسحاق، في اليوم الأول من الحرب التي اندلعت إثر هجوم حماس على إسرائيل في أكتوبر/تشرين الأول 2023. ونُقل جثمانه إلى غزة.
وفي بيان، قال منتدى عائلات الرهائن، إن حايمي أظهر "شجاعة استثنائية، وقاتل لعدة ساعات" خلال هجوم حماس.
وقد أعلنت إسرائيل يوم الاثنين استلامها رفات رهينة مفقود آخر من غزة، وذلك ضمن اتفاق وقف إطلاق النار الذي توسطت فيه الولايات المتحدة ودخل حيز التنفيذ في 10 أكتوبر/تشرين الأول.
وقبل هذا التسليم، أعادت حماس 12 جثة لرهائن إلى إسرائيل، من أصل 28 جثة تعهدت بإعادتها ضمن اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة.
وتقول حماس إنها تواجه صعوبات لوجستية في تحديد مكان الجثث في منطقة دمرتها أكثر من عامين من الحرب.
"فرصة صغيرة"
صدر الصورة، Getty Images
وتأتي تصريحات الحية في القاهرة بعدما صرح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الاثنين بأنّه سيمنح حركة حماس "فرصة صغيرة" لاحترام اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، متوعّداً في الوقت ذاته بـ"القضاء" على الحركة إذا لم تلتزم بالاتفاق المبرم بينها وبين إسرائيل برعايته.
وقال ترامب للصحافيين في البيت الأبيض خلال استقباله رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيزي "توصّلنا إلى اتفاق مع حماس يضمن أن يكون سلوكهم جيّداً جداً، وإن لم يفعلوا، سنقضي عليهم. إذا اضطررنا لذلك، فسيتم القضاء عليهم".
وأضاف "سيتم القضاء عليهم وهم يدركون ذلك".
وجاءت تصريحات ترامب في وقت التقى خلاله اثنان من كبار مبعوثيه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بعد أن هددت أعمال العنف التي وقعت الأحد، بزعزعة وقف إطلاق النار المتفق عليه بوساطة الرئيس الأمريكي قبل نحو أسبوعين.
وأكد ترامب أنّ القوات الأمريكية لن تشارك في القتال ضدّ حماس، بقوله إن عشرات الدول التي وافقت على الانضمام إلى قوة دولية لحفظ الاستقرار في غزة "سيسرّها التدخل".
ولفت إلى أنّه "بالإضافة إلى ذلك، ستكون إسرائيل مستعدة للتدخّل خلال دقيقتين، إذا طلبتُ منها ذلك".
وتابع "لكنّنا لم نطلب منها ذلك حتى الآن. سنمنحهم فرصة صغيرة، ونأمل أن يكون هناك عنفٌ أقل. لكن في الوقت الحالي، كما تعلمون، هم أشخاص عنيفون".
وأشار ترامب إلى أنّ حماس أصبحت الآن أضعف بكثير، خصوصاً في ظل استبعاد تدخل إيران، الداعم الإقليمي لها، في أعقاب الضربات الأمريكية والإسرائيلية في وقت سابق من هذا العام.
كما حذّر الرئيس الأمريكي حماس من الاستمرار في تنفيذ إعدامات ميدانية، في وقتٍ تحاول الحركة بكل ما استطاعت استعادة سيطرتها على القطاع المدمّر.
وقال "هم بالفعل لم يعد لديهم أحد يدعمهم. عليهم أن يحسنوا التصرّف، وإن لم يفعلوا سيتمّ القضاء عليهم".
وغادر نائب الرئيس الأمريكي جاي دي فانس واشنطن الاثنين، متوجّهاً إلى إسرائيل في رحلة ترافقه فيها زوجته أوشا.
ولم يُدْلِ فانس بأيّ تصريح للصحافيين لدى مغادرته واشنطن، لكنّ مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي قال إنّ نتنياهو سيلتقي نائب الرئيس الأمريكي، وفق ما نقلت فرانس برس.
"قد نوقع اتفاقيات سلام في المنطقة"
صدر الصورة، EPA
التقى رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، الاثنين، مع المبعوثَين الأمريكيَين ستيف ويتكوف وجاريد كوشنر، بعد أن هدد تصعيد عسكري بتقويض اتفاق وقف إطلاق النار في غزة الذي توسطت فيه الولايات المتحدة.
وقالت المتحدثة باسم مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، شوش بيدروسيان، لصحفيين: "اجتمع رئيس الوزراء نتنياهو في وقت سابق اليوم مع المبعوث الخاص ستيف ويتكوف وصهر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، جاريد كوشنر، لمناقشة المستجدات والتحديات في المنطقة".
ويُعد ويتكوف وكوشنر، كبيرَي مفاوضي واشنطن المشرفين على خطة وقف إطلاق النار في غزة.
وقال نتنياهو إنه سيناقش التحديات والفرص الإقليمية مع فانس خلال زيارته. وأضاف في كلمته أمام الكنيست الإسرائيلي، إنه يتوقع مع ترامب إبرام اتفاقيات سلام في المنطقة.
وقبل اللقاء مع نتنياهو، قال كوشنر إن على إسرائيل مساعدة الفلسطينيين على "الازدهار"، إذا سعت إلى التكامل الإقليمي بعد انتهاء حرب غزة.
وقال كوشنر في مقابلة مع شبكة سي بي إس نيوز بُثّت الأحد: "الرسالة الأهم التي حاولنا إيصالها للقيادة الإسرائيلية الآن هي أنه بعد انتهاء الحرب، إذا كنتم ترغبون في دمج إسرائيل في الشرق الأوسط الأوسع، فعليكم إيجاد طريقة لمساعدة الشعب الفلسطيني على الازدهار وتحقيق نتائج أفضل".
يأتي ذلك، فيما أعاد الجيش الإسرائيلي فتح معبرَي كرم أبو سالم وكيسوفيم، بعد ساعات من تأكيد ترامب أن وقف إطلاق النار في غزة لا يزال صامداً، على خلفية تصعيد عسكري أسفر عن مقتل العشرات، لكن معبر رفح بين غزة ومصر "سيظل مغلقاً حتى إشعار آخر".
Latest BBC Arabic
- قطة محظوظة وكرة ممزقة: أشياء تمسّك بها الغزّيون طوال عامين من الحرب"في النزوح الأخير، عندما وصلت الدبابات إلينا، ذهبت إلى منزل عائلة أخرى، لكن الناس انزعجوا من حيواناتي الأليفة، فعدت إلى شقة أمي رغم صدور أوامر إخلاء ووجود الدبابات في المكان. بقيت هناك بمفردي حتى رُفع الأمر".
- "جيل زد هو القوة الجديدة في السياسة العالمية"- فايننشال تايمزتتحدّث الصحف العالمية عن أبرز الأحداث التي جرت في الآونة الأخيرة، كالإطاحة برئيس مدغشقر عقب تظاهرات نظمها جيل زد، وسرقة متحف اللوفر، و"الإلحاح" البريطاني لتوثيق العلاقات مع الاتحاد الأوروبي.
- سرقة صور نساء صوماليات واستغلالها للترويج لدعاية سياسيةلم تكن نساء صوماليات شهيرات ممن يعملن كمؤثرات أو عارضات أزياء يعلمن بأن صورهن تُستخدم لإنشاء حسابات مزيفة تحمل أسماءهن، على مواقع التواصل الاجتماعي، لنشر رسائل سياسية حول الصومال والإمارات العربية المتحدة والحرب في السودان.
- زيلينسكي: "مستعدٌ للانضمام إلى ترامب وبوتين في القمة المقترحة في المجر إذا وُجّهت لي الدعوة"قال زيلينسكي: "إذا كانت الدعوة في صيغة اجتماع ثلاثي، أو كما يطلق عليها الدبلوماسية المكوكية.. فسنوافق بشكل أو بآخر".
- الإمام الحسين: ما سر احتفال المصريين بمولد "ولي النعم" مرتين كل عام؟من المشهور أن الإمام الحسين بن علي، حفيد النبي محمد، ولد في أوائل شهر شعبان في العام الرابع الهجري؛ لكن المصريين يحتفلون به أيضاً في الثلاثاء الأخير من شهر ربيع الآخر، في حدث يطغى على الاحتفال بيوم مولده، ويوافق هذا العام 21 أكتوبر/تشرين الأول.
- لماذا أدى انقطاع خدمات شبكة أمازون إلى تعطّل منصات ومواقع عالمية؟أثّر انقطاع خدمات أمازون على أكثر من 1000 شركة وأثّر على ملايين مستخدمي الإنترنت.