صورة للرئيس الأوكراني خلال زيارته لواشنطن، ينظر بحدة. يرتدي قميصاً أسود، يظهر فقط الجانب العلوي منه.

صدر الصورة، Getty Images

    • Author, جون سادوورث ومايا ديفيز
    • Role, كييف

قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إنه مستعدٌ للانضمام إلى دونالد ترامب وفلاديمير بوتين في القمة المقترحة في المجر إذا وُجّهت له الدعوة.

وكان الرئيسان الأمريكي والروسي قد أعلنا، بعد مكالمتهما الهاتفية يوم الخميس، أنهما يعتزمان إجراء محادثات حول الحرب في أوكرانيا في بودابست، ربما في الأسابيع المقبلة.

وقال زيلينسكي للصحفيين يوم الاثنين: "إذا كانت الدعوة في صيغة اجتماع ثلاثي، أو كما يطلق عليها الدبلوماسية المكوكية.. فسنوافق بشكل أو بآخر".

وتفيد تقارير إعلامية بأن اجتماع زيلينسكي في البيت الأبيض مع ترامب يوم الجمعة تحول إلى "مباراة صراخ" - حيث حث الجانب الأمريكي أوكرانيا على قبول شروط روسيا لإنهاء الحرب.

وأظهرت تصريحات زيلينسكي، الذي كان محاطاً بحرس خلال مؤتمره الصحفي الأول منذ محادثاته مع ترامب، أن هناك مجالات كبيرة من الخلاف بين الجانبين.

ووصف زيلينسكي اللقاء بأنه كان صريحاً، وقال إنه أبلغ ترامب أن هدفه الرئيسي هو السلام العادل، وليس السلام السريع.

وانتقد المجر باعتبارها موقع المحادثات المرتقبة بين ترامب وبوتين، بقوله إن رئيس وزراء البلاد فيكتور أوربان - الذي تعتبره كييف والعديد من زعماء الاتحاد الأوروبي حليفاً للكرملين - لا يستطيع أن يفعل "أي شيء إيجابي للأوكرانيين أو حتى تقديم مساهمة متوازنة".

وعندما سأله صحفيون يوم الجمعة عما إذا كان زيلينسكي سيشارك في الاجتماع في بودابست، قال ترامب إنه يريد أن "يجعل الأمر مريحاً للجميع".

وأضاف: "سنشارك في مجموعات ثلاثية، لكن ربما تكون منفصلة"، مضيفًا أن الزعماء الثلاثة "يجب أن يجتمعوا معاً".

أعلنت موسكو، الاثنين، أن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ونظيره الأمريكي ماركو روبيو أجريا اتصالاً هاتفياً "بَنّاءً" بشأن الاستعدادات لقمة بودابست.

وكان زيلينسكي يأمل في تأمين صواريخ توماهوك الأمريكية لضرب عمق روسيا خلال زيارته للبيت الأبيض، لكنه بدا وكأنه خرج خالي الوفاض عندما تحدث ترامب بلهجة غير ملتزمة بشأن هذه المسألة.

وأشارت تقارير إعلامية إلى أن الأجواء التي سادت اجتماع ترامب وزيلينسكي كانت أكثر حدة بكثير مما كان متوقعاً في السابق.

وذكرت صحيفة فايننشال تايمز أن ترامب حذّر زيلينسكي من أن بوتين سوف "يدمر" أوكرانيا إذا لم يوافق على شروطها، نقلاً عن مصادر مطلعة على اللقاء.

وقيل إن الجانب الأمريكي ردد النقاط الروسية في الاجتماع "المتقلب". وذكرت أيضاً أن ترامب ألقى جانباً خرائط خط المواجهة في أوكرانيا وأصر على تسليم زيلينسكي منطقة دونباس الشرقية بأكملها لبوتين.

وكتب ترامب على وسائل التواصل الاجتماعي بعد وقت قصير من الاجتماع أن روسيا وأوكرانيا "يجب أن تتوقفا حيثما هما" - في إشارة إلى خط المواجهة الحالي الواسع. وقال "فليعلن كلاهما النصر، ودع التاريخ يقرر!".

وردّ زيلينسكي بالقول إنه مستعد لوقف فوري لإطلاق النار، لكنه أصر على أن أوكرانيا "لن تقدم أي شيء للمعتدي".

وفي تعليقه على التجميد المقترح لخط المواجهة، قال المتحدث باسم بوتين، ديمتري بيسكوف، يوم الاثنين، إن موقف روسيا "لم يتغير" - دون إعطاء أي تفاصيل أخرى.

وطالبت موسكو مراراً وتكراراً بالانسحاب الكامل للقوات الأوكرانية من أربع مناطق أوكرانية في جنوب شرق أوكرانيا - دونيتسك ولوهانسك (المعروفة مجتمعة باسم دونباس) وزابورجيا وخيرسون - فضلاً عن العديد من الشروط الصعبة الأخرى.

وتقول كييف وحلفاؤها إن المطالب هي بمثابة استسلام فعلي.

وشنت روسيا غزوها الشامل لأوكرانيا في فبراير/شباط 2022. وهي تسيطر حالياً على نحو 20 في المئة من الأراضي الأوكرانية، بما في ذلك شبه جزيرة القرم الجنوبية التي ضمتها موسكو في عام 2014.

ويقول المحلل السياسي الأوكراني ميكولا دافيدويك عن الاجتماع الأخير بين ترامب وزيلينسكي: "لم نحصل حقاً على ما أردناه".

وقال لبي بي سي: "بعد أيام قليلة، تلقينا بعض الأفكار من الاجتماع وبعض التهديدات والضغوط التي تلقاها الجانب الأوكراني هناك".

لكنه أضاف: "لا أعتقد أن ترامب يقف إلى جانب بوتين بشكلٍ كامل، وهو يحاول لعب دور الوسيط...وهذا هو أسلوبه وكيف يتصرف في مثل هذا الموقف".

ومع ذلك، قال إيفان ستوباك، وهو عضو سابق في جهاز الأمن والمخابرات الأوكراني، إن التقارير عن الحدّة مبالغ فيها على الأرجح.

وقال لبي بي سي: "أنا متأكد تماماً أن هذا الاجتماع كان محايداً، ولم يكن سلبياً، ولم يكن كارثة"، مضيفاً أن التوترات تشتعل أحياناً، حتى بين الحلفاء.

"إنها ليست ديزني لاند، وليست روضة أطفال. إنه لقاء بين رجلين وزعيمين".

وفي الشهر الماضي فقط، بدا أن ترامب قد اتخذ تحوّلاً كبيراً في موقفه بشأن إنهاء الحرب عندما قال إن كييف يمكنها "استعادة أوكرانيا بأكملها بشكلها الأصلي"، في إشارة إلى حدود أوكرانيا المعترف بها دولياً.

وقال في ذلك الوقت إن موقفه تغيّر "بعد التعرف على الوضع العسكري والاقتصادي لأوكرانيا وروسيا وفهمه بشكل كامل".

وفي تطور جديد يوم الاثنين، قال ترامب إن أوكرانيا "لا يزال بإمكانها الفوز بها"، مضيفاً : "لا أعتقد أنهم سيفعلون.. أي شيء يمكن أن يحدث.. الحرب شيء غريب للغاية".

وكان ترامب حذّر في السابق من أن العملية ستشمل على الأرجح تخلّي أوكرانيا عن بعض الأراضي، وهي النتيجة التي رفضها زيلينسكي باستمرار.

ويضغط الرئيس الأمريكي على دول الناتو، وكذلك الصين والهند، لوقف شراء النفط الروسي في محاولة لممارسة المزيد من الضغط الاقتصادي على موسكو لإنهاء الصراع.

كما هدد في السابق روسيا بفرض عقوبات أكثر صرامة إذا لم يلتزم بوتين بالمواعيد النهائية لإحراز تقدم في إنهاء الحرب، رغم أنه لم يتابع تلك التهديدات.

كما تحسنت علاقات ترامب العلنية مع زيلينسكي بشكل كبير في الأشهر الأخيرة، بعد اجتماع في المكتب البيضاوي في فبراير/شباط الماضي، قام خلاله ترامب ونائبه جي دي فانس بتوبيخ الرئيس الأوكراني على الهواء مباشرة.

وخلال حملة إعادة انتخابه، ادعى ترامب أنه سيكون قادراً على إنهاء الحرب في أوكرانيا في غضون أيام، لكنه اعترف منذ ذلك الحين بأن حل الصراع كان أكثر صعوبة من أي حل آخر شارك فيه منذ عودته إلى منصبه.