بلغ المنتخب الجزائري نهائيات كأس العالم 2026 التي ستقام في الولايات المتحدة والمكسيك وكندا، بعد ضمانه، الخميس، صدارة مجموعته في التصفيات الأفريقية، لتسجل الجزائر الحضور المونديالي الخامس في تاريخها.

وبتأهل "محاربو الصحراء"، أصبح للعرب حضور قياسي في المونديال بتأهل خمسة منتخبات عربية وهي الأردن والمغرب وتونس ومصر والجزائر، ليُكسر الرقم القياسي العربي في بطولة كأس العالم 2022 التي تأهل لها أربعة منتخبات عربية.

وقد يرتفع عدد المنتخبات العربية المتأهل للمونديال مع تقدم التصفيات الأفريقية والآسيوية.

وفي مباراته الخميس مع الصومال، حققت الجزائر المطلوب بالفوز في وهران على الصومال متذيلة الترتيب في مجموعتها بثلاثية نظيفة.

فعلى ملعب ميلود هدفي في وهران وأمام نحو 40 ألف متفرج، قاد القائد رياض محرز نجم الأهلي السعودي، منتخب بلاده إلى الفوز بصناعته الهدفين الأول والثالث لمحمد عمورة (6 و58)، وتسجيله الثاني (19).

وشهدت قائمة "محاربو الصحراء" التي أعلنها المدير الفني البوسني فلاديمير بيتكوفيتش استدعاء الحارس لوكا زيدان (نادي غرناطة الإسباني) - نجل أسطورة منتخب فرنسا زين الدين زيدان - لأول مرة بعد قراره تغيير جنسيته الرياضية.

وافتقد بيتكوفيتش لخدمات ريان آيت نوري لاعب مانشستر سيتي ويوسف عطال لاعب السد القطري، ولاعب الوسط حسام عوار نجم الاتحاد السعودي.

وتأهلت الجزائر سابقاً إلى المونديال أربع مرات، في 1982 في إسبانيا، و1986 في المكسيك، و2010 في جنوب أفريقيا و2014 في البرازيل.

ورفع "محاربو الصحراء" رصيدهم إلى 22 نقطة، بفارق أربع نقاط عن أقرب مطارديهم أوغندا في المجموعة السابعة.

وبحسب نظام التصفيات، يتأهل متصدرو المجموعات التسع إلى مونديال الولايات المتحدة وكندا والمكسيك، بينما تحصل أفضل أربعة منتخبات تحتل المركز الثاني على فرصة ثانية عبر الملحق.

تأهل "مستحق"

وأكد المحلل الرياضي عيسى المسمار عبر بي بي سي، "استحقاق" المنتخبات العربية في التأهل للمونديال.

وقال المسمار إن هذه المنتخبات العربية لديها الخبرة والتمرس في مثل هذه المناسبات.

وبعد زيادة عدد المنتخبات المشاركة في المونديال من 32 إلى 48 بدءاً من البطولة المقبلة، يتأهل من القارة الأفريقية تسعة منتخبات بشكل مباشر لنهائيات كأس العالم، فيما سيعبر منتخب أفريقي واحد للملحق.

ويذهب المسمار نحو الرأي القائل بأن زيادة المنتخبات المشاركة في المونديال القادم ساهم بشكل كبير في زيادة عدد المنتخبات العربية الصاعدة لكأس العالم.

دور صلاح الحاسم

وكان المنتخب المصري بقيادة نجمه محمد صلاح ضمن صدارة المجموعة الأولى في التصفيات الأفريقية بعد الفوز على جيبوتي، الأربعاء.

وفاز "الفراعنة" بثلاثية نظيفة على جيبوتي في المباراة التي أقيمت في الدار البيضاء، كان نصيب أسطورة مصر محمد صلاح منها هدفين، فيما سجل إبراهيم عادل الهدف الأول في اللقاء.

وكرر صلاح دوره الحاسم في صعود منتخب بلاده بتسجيله هدفين في اللقاء الحاسم الأربعاء، مكرراً ما فعله في مثل هذا اليوم في عام 2017، عندما سجل هدفين أيضاً في شباك الكونغو الديمقراطية، لتصعد مصر إلى مونديال 2018 في روسيا.

ويتصدر صلاح ترتيب هدافي التصفيات الأفريقية المؤهلة لمونديال 2026 برصيد تسعة أهداف.

وتأهلت مصر للمونديال في نسخ 1934 في إيطاليا و1990 في إيطاليا أيضاً و2018 في روسيا.

وقبل مواجهة جيبوتي، واستقبال غينيا بيساو في القاهرة بعد بأربعة أيام، كان المنتخب المصري يحتاج النقطتين فقط من المباراتين لضمان التأهل رسمياً.

حظوظ قائمة للملحق

وفي هذه التصفيات تبدو الحظوظ قائمة حتى الآن لمنتخبي السودان وليبيا للمنافسة على بطاقة الملحق.

والأربعاء، أجلت ليبيا التأهل التاريخي لضيفتها الرأس الأخضر عندما تعادلت معها 3-3 على ملعب طرابلس الدولي ضمن منافسات المجموعة الرابعة.

وكانت الرأس الأخضر بحاجة إلى الفوز للتأهل للمرة الأولى في تاريخها إلى المونديال ولا تزال أمامها فرصة أخيرة عندما تستضيف إسواتيني الاثنين المقبل في الجولة العاشرة والأخيرة.

ولحساب المجموعة الثانية، تسعى السنغال إلى الاقتراب أكثر من التأهل عندما تحل ضيفة على جنوب السودان في جوبا الجمعة.

ويتصدر "أسود التيرانغا" برصيد 18 نقطة بفارق نقطتين أمام الكونغو الديموقراطية التي تحل ضيفة على توغو في لومي.

وتحتاج السنغال إلى الفوز في مباراتيها المتبقيتين (تلتقي موريتانيا في الجولة الأخيرة) لتتأهل بغض النظر عن مباراتي الكونغو الديمقراطية الأخيرتين، كما أنها تملك فرصة الحسم في هذه الجولة في حل فوزها وتعثر الكونغو الديمقراطية.

وفي المجموعة ذاتها، يلتقي السودان مع ضيفته موريتانيا في سعيه إلى الفوز والإبقاء على آماله الضئيلة في التأهل إلى الملحق، شرط خسارة الكونغو الديمقراطية التي يلاقيها في الجولة الأخيرة الثلاثاء المقبل.

لكن المحلل الرياضي عيسى المسمار لا يرجح صعود السودان وليبيا للملحق، وتحدث عن صعوبة نظراً لمنافسة الكاميرون لليبيا على المركز الثاني، وكذلك مزاحمة الكونغو الديمقراطية لمنتخب السودان.

ويعتقد المسمار أن المنتخبين يمتلكان إمكانيات عالية تصعب المهمة على ليبيا والسودان.