بلغ المنتخبان القطري والسعودي كأس العالم لكرة القدم 2026، وذلك بعدما فاز الأول على الإمارات ومنح الثاني التعادل أمام العراق بطاقة العبور إلى مونديال الولايات المتحدة والمكسيك وكندا.

ونجحت قطر في التأهل إلى المونديال للمرة الثانية على التوالي، فيما ستسجل السعودية حضورها السابع.

وفي المقابل، انتقلت الإمارات والعراق إلى خوض الملحق الآسيوي، من أجل تحديد المنتخب المتأهل إلى الملحق العالمي، ويسعى الإماراتيون والعراقيون إلى تسجيل مشاركة ثانية في تاريخهما.

وارتفع عدد المنتخبات العربية التي تأهلت إلى كأس العالم إلى 7 في رقم غير مسبوق في تاريخ بطولات كأس العالم التي انطلقت عام 1930.

للمرة الأولى عبر التصفيات

ونجح المنتخب القطري في التأهل بعد فوزه في مباراة فاصلة على نظيره الإماراتي بهدفين مقابل هدف.

وعلى ملعب جاسم بن حمد في الدوحة الذي يستضيف مباريات المجموعة الأولى من الدور الرابع أو كما يُعرف بالملحق الآسيوي، انتهى الشوط الأول بدون أهداف بين المنتخبين.

لكن سرعان ما افتتح القطريون التسجيل مع بداية الشوط الثاني عبر المدافع بوعلام خوخي (في الدقيقة 49) وعزز التقدم بيدرو ميغيل (74)، وقلصت الإمارات النتيجة عبر سلطان عادل (90+8).

وأكمل المنتخب القطري المباراة بعشرة لاعبين عقب طرد المدافع البديل طارق سلمان في الدقيقة 89 بعد الرجوع إلى تقنية حكم الفيديو المساعد.

وتصدرت قطر ترتيب المجموعة برصيد 4 نقاط من مباراتين، مقابل 3 نقاط للإمارات، ونقطة لعُمان.

وللمرة الأولى يتأهل منتخب قطر، بطل كأس آسيا في آخر نستختين، إلى المونديال عبر التصفيات، بعدما أصبحت قطر أول دولة عربية تستضيفه في النسخة الماضية 2022.

وفي المقابل، انتقل المنتخب الإماراتي لخوض مباراة حاسمة أمام العراق، ويسعى الإماراتيون إلى تسجيل مشاركة ثانية في تاريخه بعد أولى في عام 1990.

وكان المنتخب القطري (مصنفة 53 عالمياً) اكتفى بالتعادل بدون أهداف أمام المنتخب العُماني في الجولة الأولى من هذا الدور، فيما فازت الإمارات بهدفين لهدف على عُمان في الجولة الثانية. وودع "الأحمر" العُماني التصفيات.

وبعدما ضمنت 6 منتخبات آسيوية بينها الأردن للمرة الأولى في تاريخه، مقاعد في المونديال، تتنافس 6 منتخبات أخرى في الملحق الآسيوي.

وفي الدور الرابع، قُسمت المنتخبات الـ 6 إلى مجموعتين، يتأهل متصدر كل منها إلى النهائيات، على أن يواجه وصيفا كل مجموعة بعضهما في مرحلة خامسة مقررة في نوفمبر/تشرين الثاني تؤهل أحد المنتخبين إلى الملحق العالمي.

وأوقعت القرعة قطر والإمارات وعُمان في المجموعة الأولى، فيما تتواجه السعودية والعراق وإندونيسيا في المجموعة الثانية.

للمرة الثالثة توالياً

وفي المجموعة الثانية من الدور الرابع، انتزع منتخب السعودية (59 عالمياً) تأهلاً للمرة الثالثة توالياً والسابعة في تاريخه إلى المونديال، بعدما اكتفى بالتعادل أمام ضيفه العراقي (58 عالمياً) بدون أهداف.

وتبادل المنتخبان المحاولات الهجومية خلال المباراة دون أن ينجح أي منهما في الوصول إلى المرمى.

وتصدرت السعودية ترتيب المجموعة برصيد 4 نقاط من مباراتين، بفارق الأهداف أمام العراق، في حين بقي رصيد إندونيسيا خالياً من النقاط.

وأعاد "الأخضر" تعيين الفرنسي هيرفي رينارد لقيادته خلفاً للإيطالي روبرتو مانشيني في أكتوبر/تشرين الأول 2024. وقاد رينارد السعودية في مونديال قطر وحقق معها انتصاراً تاريخياً على الأرجنتين التي تُوجت لاحقاً بالبطولة.

وكان المنتخب السعودي حقق انتصاراً رد به الاعتبار على إندونيسيا بثلاثة أهداف لهدفين.

وكانت المباراة أمام إندونيسيا ثأرية بالنسبة للسعودية بعدما تواجها في الدور الثالث من هذه التصفيات، وسقط "الأخضر" في فخ التعادل 1-1 على أرضه في الجولة الأولى، وخسر بثنائية دون رد في جاكرتا في الجولة السادسة.

وفقدت إندونيسيا فرصة التأهل إلى المونديال بعد خسارتين متتاليتين أمام السعودية والعراق (0-1).

أما منتخب العراق الذي انتقل لمواجهة الإمارات، فلا يزال يسعى إلى الظهور الثاني في النهائيات بعد غياب منذ عام 1986.

وعيّن الاتحاد العراقي المدرب الأسترالي، غراهام آرنولد، مدرباً للمنتخب في 10 مايو/أيار الماضي، خلفاً للإسباني خيسوس كاساس الذي أُقيل قبل جولتين من نهاية الدور الثالث.

لماذا الدوحة وجدة؟

وأقيمت لقاءات المجموعة الأولى والثانية في الدوحة وجدة على التوالي بين 8 و14 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، ما أعطى قطر والسعودية ميزة، بعد قرار الاتحاد الدولي للعبة (فيفا) منح هذين البلدين حق استضافة منافسات هذا الدور.

واعتبر المحلل المختص في كرة القدم، محمد حلمي راشد، قرار إقامة هذا الدور في الدوحة وجدة بأنه "غير منصف بحق المنتخبات الأخرى" و"محاباة صارخة لبعض المنتخبات".

لكن الناقد الرياضي، زياد رعد، قال إن الاتحاد القاري "فتح المجال أمام المنتخبات المشاركة في هذا الدور بالتقدم بطلبات لاستضافة منافساتها، لكنه في النهائية اعتمد على تصنيف الاتحاد الدولي (فيفا)، فاختار المنتخبين الأعلى تصنيفاً وهما السعودية وقطر ومنحهما الاستضافة".

ولعبت المباريات بنظام الدوري من جولة واحدة بنظام التجمع، وفق الاتحاد الآسيوي لكرة القدم.

وبلغت المنتخبات الملحق الآسيوي بعدما حلّت في المركزين الثالث والرابع في الدور الثالث، الذي تأهل من خلاله 6 منتخبات احتلّت المركزين الأول والثاني إلى المونديال الموسع.

وبات لقارة آسيا ثمانية مقاعد في كأس العالم على الأقل، بعد توسعة المونديال المقبل الذي ستستضيفه بشكل مشترك الولايات المتحدة وكندا والمكسيك، ليشمل 48 منتخباً بدلاً من 32.

ماذا نعرف عن الملحق العالمي؟

سيحصل وصيف كل مجموعة على فرصة أخيرة، عبر مواجهة فاصلة تُقام بنظام الذهاب والإياب يومي 13 و18 نوفمبر/ تشرين الثاني، لتحديد المنتخب الذي سيمثل قارة آسيا في الملحق العالمي، إذ سيتعين عليه مواجهة منتخبات من قارات أخرى من أجل المنافسة على واحد من مقعدين مؤهلين إضافيين.

وستشهد بطولة المباريات الإقصائية المؤهلة لكأس العالم تنافس ستة منتخبات على آخر مقعدين في المونديال.

ستشمل البطولة منتخبين من منطقة الكونكاكاف، ومنتخباً واحداً من كل من الاتحاد الآسيوي، والاتحاد الأفريقي لكرة القدم، والكونميبول، واتحاد أوقيانوسيا، وستقام في مارس/آذار 2026 خلال فترة التوقف الدولي التي تمتد من 23 إلى 31 الشهر نفسه، وفق الموقع الإلكتروني لفيفا.

من بين المتأهلين الستة، ستلتقي المنتخبات الأربعة الأقل تصنيفاً عالمياً في الدور نصف النهائي من التصفيات. وسيتأهل المنتخبان الأعلى تصنيفاً مباشرة إلى المباراة النهائية، بينما سيتأهل الفائزان في نهائي البطولة إلى كأس العالم.