وقف معاناة غزة كان مدفوعاً بمصالح ترامب الذاتية، فهل يكفيه ذلك لإتمام المهمة؟ - مقال في الغارديان
صدر الصورة، Getty Images
نبدأ جولتنا لهذا اليوم من صحيفة الغارديان البريطانية، ومقال بعنوان "دور ترامب في وقف معاناة غزة كان مدفوعاً بمصالحه الذاتية. فهل يكفيه ذلك لإتمام المهمة؟"، كتبه كينيث روث.
يستهل الكاتب بإبداء ابتهاجه لتوقف الحرب في غزة، والسماح بدخول المساعدات الغذائية وعودة الفلسطينيين المهجرين قسراً إلى ديارهم، التي دمرت إسرائيل معظمهما، لكن هذه الفرحة تبقى ناقصة، وفق رأيه.
وكتب: "ومع ذلك، يجب أن يُخفف من بهجة الاحتفالات، الواقع المُؤلم، المتمثل في أن شروط السلام الدائم في الشرق الأوسط تُؤجّل إلى أجل غير مسمى، إن وُجدت أصلاً".
يرى الكاتب أن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، الذي كان المحرك الرئيسي باتجاه وقف هذه الحرب، عبر الضغط على إسرائيل وحركة حماس الفلسطينية على حد سواء، فعل ذلك مدفوعاً بمصالحة الذاتية، وأبرزها التحول في موقف قاعدة مؤيديه في الداخل الأمريكي وسعيه لنيل جائزة نوبل للسلام، والهجوم الإسرائيلي الأخير على قادة حماس في دولة قطر، وغيرها.
وكتب: "لقد شعر الإنجيليون المسيحيون الشباب (الأمريكيون)، وهم قاعدة انتخابية أساسية لحركة "ماغا" (المؤيدة للرئيس ترامب)، بالاستياء من الإبادة الجماعية الإسرائيلية، التي كانت تهدف إلى التحريض على الترحيل القسري الذي أيده ترامب برؤيته لـ"ريفييرا" غزة".
"ولأن ترامب منشغل بنفسه دائماً في المقام الأول، فقد استطاع أن يدرك التكاليف السياسية (الباهظة) للضوء الأخضر غير المشروط -إلى حد كبير- الذي منحه لنتنياهو، وسعي الأخير لحرب لا نهاية لها".
ويعتبر الكاتب محاولة إسرائيل اغتيال بعض قادة ومفاوضي حماس في قطر، مؤخراً، بمثابة القشة التي قصمت ظهر البعير، لأنها أثارت غضب قادة دول الخليج، الذين يُمثل مزيجهم من الثروة والاستبداد نقطة قوة لدى ترامب. لقد تحدث ترامب إلى نتنياهو بلهجة غضب وتحذير، ما أجبره على قبول خطة لم تلبِّ طموحاته المتطرفة، وفق كينيث روث.
ويرى الكاتب أنه عندما يتعلق الأمر بالصراع الإسرائيلي الفلسطيني، فإن ما يبقى مسكوتاً عنه قد يكون بنفس خطورة ما يُعلن. فبينما أعلن ترامب "انتهت الحرب"، لم يلتزم نتنياهو بالامتناع عن استئناف الحرب في غزة إذا لم تنزع حماس سلاحها بشكل كافٍ.
"علاوة على ذلك، فإن السبيل الأمثل لإنهاء الصراع الإسرائيلي الفلسطيني هو وجود دولتين، إسرائيلية وفلسطينية، تعيشان بسلام جنباً إلى جنب، لكن نتنياهو كرّس مسيرته المهنية بأكملها لتجنب هذا الاحتمال".
كما رفضت حكومة نتنياهو إطلاق سراح مروان البرغوثي، أبرز أسير في قائمة حماس، لأنه قادر أكثر من أي شخص آخر على توحيد الفصائل الفلسطينية وقيادة المفاوضات من أجل دولة فلسطينية، وفق الكاتب.
يقول الكاتب إن خطة ترامب تنص على أنه "قد تتهيأ الظروف أخيراً لمسار موثوق نحو تقرير المصير الفلسطيني وإقامة الدولة، وهو ما نعترف به كطموح للشعب الفلسطيني"، لكنها لا تتضمن أي جدول زمني.
ويتطلب المضي قدماً في إقامة الدولة أن يشدد ترامب الخناق على الحكومة الإسرائيلية مجدداً، لكنّ هذا ليس من عادات ترامب، وفق الكاتب.
ويرى الكاتب أنه "من المُحبِط أن نضطر إلى الاعتماد على ترامب، الذي وصفه نتنياهو للتو بأنه أعظم صديق لإسرائيل، لدعم القضية الفلسطينية"، ومع ذلك فقد "اتخذ للتو خطوة كبيرة نحو إنهاء معاناة الشعب الفلسطيني التي لا توصف. يجب أن نواصل الضغط عليه لإتمام المهمة".
"السجون الإسرائيلية أصبحت ساحة تدريب فلسطينية"
صدر الصورة، AFP
ننتقل إلى صحيفة فايننشال تايمز، ومقال بعنوان "كيف أصبحت السجون الإسرائيلية ساحة تدريب فلسطينية"، بقلم مهول سريفاستافا.
يتناول الكاتب قضية تبادل سجناء فلسطينيين مقابل الرهائن الإسرائيليين، ضمن الاتفاق الأخير لوقف الحرب في غزة، وكذلك في صفقات سابقة، والتي أسفرت عن خروج سجناء فلسطينيين أصبحوا لاحقاً ذوي تأثير سياسي كبير وشكلوا خطراً على إسرائيل، وفق رأيه.
وكتب: "أُطلق سراح آلاف الفلسطينيين من السجون الإسرائيلية هذا الأسبوع. ويُنظر إلى بعضهم على أنهم قادة عسكريون وسياسيون مستقبليون".
"بالنسبة للإسرائيليين، كانت الحافلات مليئة بـ"إرهابيين"، حيث تم تبادل حوالي 4000 منهم خلال حرب غزة التي استمرت عامين، مقابل معظم الرهائن الـ 251 الذين احتجزتهم حماس. لكن بالنسبة للفلسطينيين، حققت الجماعة المسلحة أحد أهداف وجودها - تحرير أسراها من السجون الإسرائيلية سيئة السمعة".
لكن من بين هذه التبادلات الأخيرة، نحو 250 ممن تُسميهم إسرائيل بـ الثُقلاء" - وهم مسلحون مُحنّكون أدينوا بقتل مدنيين، وإن كان ذلك في محاكمات عسكرية سرية حيث تصل نسبة الإدانة إلى 99 في المئة، وفق الكاتب.
"في السجن، يُحشر نشطاء من حماس الإسلامية، ومنافستها الوطنية فتح، وجماعات فلسطينية أخرى - من الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين اليسارية إلى الجهاد الإسلامي المدعومة من إيران - معاً: يتغذون على أفكار بعضهم البعض، ويدرسون، وينتظرون الإفراج التالي مع نمو سمعتهم في الخارج".
يُطلق السجناء على هذه الظاهرة لقباً: جامعة هداريم، نسبةً إلى سجن إسرائيلي يضم جامعة سجن رسمية. وكان مؤسس حماس، الشيخ أحمد ياسين، ويحيى السنوار - العقل المدبر لهجوم 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 الذي أشعل فتيل الحرب - من خريجي هذا النظام، وفق الكاتب.
يشير الكاتب إلى رفض إسرائيل في صفقة التبادل الأخيرة إطلاق سراح رجال يُعرفون بـ"أثقل الأثقال"، مثل مروان البرغوثي أحد زعماء فتح، وأحمد سعدات، زعيم الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، لكنها "أطلقت سراح رجال أنفقت أجهزتها الأمنية موارد كبيرة في تعقبهم واعتقالهم".
من هؤلاء الرجال عبد الناصر عيسى، الذي أُلقي القبض عليه عام 1995 عن عمر يناهز 27 عاماً، واتُّهم بالتخطيط لتفجيرات حافلات إسرائيلية، حسب الكاتب.
ووُصف عيسى بأنه مؤسس الجناح العسكري لحماس في الضفة الغربية وحكمت عليه المحاكم العسكرية بالسجن مدى الحياة، بالإضافة إلى سبع سنوات أخرى.
وكان عيسى قد أطلق سراحه في فبراير/ شباط الماضي، في صفقة تبادل ضمن وقف إطلاق النار الأول حينذاك بين حماس وإسرائيل.
يرى الكاتب أن حماس جعلت من عيسى رمزاً عاماً للمقاومة الفلسطينية. كما يُنظر إليه كمرشح للقيادة. أما "بالنسبة لإسرائيل، يُشكّل عيسى الآن خطراً داهماً، فهو مُقاتل مُحنّك حوّله السجن إلى اسم يُلهم المُجنّدين المُحتملين".
"نجاح ترامب في غزة يجب أن يمتد إلى أوكرانيا"
وأخيرا نختتم جولتنا من صحيفة التليغراف، ومقال بعنوان "لقد عاد الرهائن الإسرائيليون إلى ديارهم. لكن علينا الآن إعادة الأوكرانيين"، بقلم صموئيل راماني.
يرى الكاتب أن عودة الرهائن الإسرائيليين العشرين الذين كانوا محتجزين لدى حماس إلى عائلاتهم، ينبغي أن تكون حافزاً لاستعادة المفقودين من أوكرانيا.
وكتب: "منذ ضمّ روسيا شبه جزيرة القرم في مارس/آذار 2014، أصبح الاختفاء القسري جزءاً مأساوياً من الحياة في شرق أوكرانيا".
وأدى غزو روسيا الشامل لأوكرانيا إلى تفاقم أزمة الأشخاص المفقودين في البلاد، وفق الكاتب، حيث "يزعم المسؤولون الأوكرانيون أن أكثر من 70 ألف شخص قد اختفوا منذ بدء الحرب في فبراير/شباط 2022. ومن بين هؤلاء، لم يتأكد مقتل سوى 12 ألف أوكراني، أو إطلاق سراحهم في عمليات تبادل أسرى، أو تحديد هويتهم. ومن بين هؤلاء المفقودين، ما لا يقل عن 20 ألف طفل".
ويقول الكاتب إن آلاف الأطفال الأوكرانيين محتجزون، في منشآت تستخدم كبوابات لتبني الآباء الروس لهؤلاء الأطفال، وللمشاركة في برامج إعادة التأهيل التي تهدف إلى طمس هويتهم اللغوية والثقافية الأوكرانية.
وفي حين أن انتهاكات روسيا ضد الأطفال الأوكرانيين المفقودين مروعة بشكل خاص، إلا أنها ليست إلا نموذج للانتهاكات المرتكبة بحق الأوكرانيين المختفين قسرياً، حسب الكاتب، إذ "تُحتجز الغالبية العظمى من أسرى الحرب الأوكرانيين بمعزل عن العالم الخارجي، ولا تعرف عائلاتهم ما إذا كانوا أحياءً أم أمواتاً".
واختتم: "كان اتفاق السلام الذي أبرمه ترامب بشأن غزة انتصاراً لضحايا الاختفاء القسري حول العالم. والآن هو الوقت المناسب له ليُطبِّق هذا النجاح على أوكرانيا".
Latest BBC Arabic
- حماس ترفض اتهامات إسرائيل بـ"المماطلة" في تسليم جثث الرهائنرفضت حركة حماس اتهامات إسرائيل لها بـ"المماطلة" في تسليم جثث رهائن إسرائيليين قُتلوا أثناء احتجازهم في قطاع غزة، بحسب ما ذكرت مصادر دبلوماسية مصرية مطلعة على سير المفاوضات الجارية في القاهرة.
- وصولاً لقمة شرم الشيخ: كيف كانت الوساطة المصرية لوقف حرب غزة؟سلط التوقيع على وثيقة إنهاء الحرب في غزة في قمة شرم الشيخ الضوء على الدور المصري في إنجاز هذا الاتفاق بعد سلسلة من الإخفاقات خلال العامين الماضيين لإنهاء الحرب، وليؤكد مكانة القاهرة كوسيط وضامن إلى جانب الولايات المتحدة وقطر وتركيا لمتابعة تنفيذ الاتفاق بمراحله المختلفة.
- باكستان تؤكد موافقتها على "وقف إطلاق نار مؤقت" مع أفغانستان، ماذا حدث؟اتفقت باكستان وأفغانستان، على وقف إطلاق نار مؤقت لمدة 48 ساعة بعد اشتباكات حدودية دامية وتصاعد التوتر بين البلدين.
- رويترز: كيف نقل نظام الأسد آلاف الجثث من مقبرة جماعية إلى البادية؟تحقيق خاص لرويترز يكشف عملية سرّية نفّذها نظام الأسد بين عامَي 2019 و2021 لنقل آلاف الجثث من مقبرة جماعية شمال دمشق إلى أخرى في صحراء الضمير شرق العاصمة.
- "تشات جي بي تي" يسمح بمحتوى إباحي للبالغين بعد التحقق منهمشركة "أوبن إيه آي" تعتزم السماح بمجموعة أوسع من المحتوى، بما في ذلك المحتوى الإباحي، عبر برنامج الدردشة الآلي الشهير "تشات جي بي تي"، ما يثير جدلاً بين الخبراء والمستخدمين.
- الولايات المتحدة تهاجم سفينة أخرى قبالة سواحل فنزويلانفّذت الإدارة الأمريكية مؤخراً خمس ضربات على سفن تتهمها بتهريب المخدرات في المياه الدولية، ويشكك العديد من المحامين في قانونية هذا العمل العسكري.