مركبات الصليب الأحمر تنقل جثث رهائن بعد أن سلمتهم حماس كجزء من وقف إطلاق النار في مدينة غزة، 14 أكتوبر/تشرين الأول 2025.

صدر الصورة، Reuters

التعليق على الصورة، سيارات الصليب الأحمر تنقل جثث الرهائن الإسرائيليين من غزة

قال الجيش الإسرائيلي إن الصليب الأحمر تسلَّم رفات أربع رهائن، نُقِلت إلى المعهد الوطني للطب الشرعي، حيث ستُجرى إجراءات التعرف على هوياتهم.

يأتي ذلك بعد أن أعلنت إسرائيل أن معبر رفح لن يُفتح غداً، إلى جانب تقليص عدد شاحنات المساعدات الإنسانية المسموح لها بدخول غزة إلى النصف، لمعاقبة حماس على ما وصفته إسرائيل بانتهاك اتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه الأسبوع الماضي.

وأفادت هيئة البث الإسرائيلية بأن المؤسسة الأمنية أوصت المستوى السياسي بعدم فتح معبر رفح، وعدم إدخال المساعدات إلى قطاع غزة بشكل كامل، إلى حين "تسليم جثامين الرهائن الإسرائيليين القتلى" الذين كانوا محتجزين لدى حركة حماس.

وقال مصدر أمني للقناة 12 الإسرائيلية إن تسليم جثامين 4 رهائن فقط، يُعدّ "خرقاً فاضحاً" للاتفاق، موضحاً أنهم "في إسرائيل لا يلمسون أي دافع لدى حماس، لتسليم رفات مزيد من الرهائن اليوم".

وهدد وزير الأمن القومي الإسرائيلي اليميني المتطرف إيتمار بن غفير، الثلاثاء، بقطع إمدادات المساعدات عن غزة إذا "فشلت" حماس في إعادة رفات الجنود الذين ما زالوا محتجزين في القطاع.

ويُعتقد أن عشرين جثة أخرى لا تزال في غزة، وقد كرر الجيش الإسرائيلي تأكيده على وجوب التزام حماس ببنود الاتفاق وإعادة جميع الرهائن.

من جهتها، قالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر إن انتشال جثث جميع الرهائن الإسرائيليين القتلى يمثل "تحدياً هائلاً" تحت أنقاض غزة. وقالت اللجنة إن هناك احتمالاً بأن لا يُعثر على بعضهم أبداً.

في غضون ذلك، أُعيدت جثث حوالي 45 فلسطينياً قُتلوا خلال الحرب، ونقلها الجيش الإسرائيلي في شاحنات تابعة للصليب الأحمر.

جدير بالذكر أن الجيش الإسرائيلي قال إنه تم تحديد هوية جثث الرهائن الأربعة التي تسلمها يوم الاثنين من حماس.

من جهة أخرى، قال الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، في تصريحات، الثلاثاء، إننا "سننزع سلاح حماس إذا رفضوا القيام بذلك بأنفسهم"، مضيفاً أنه يمكن القيام بذلك "بالعنف" إذا لزم الأمر.

وحضّ ترامب، الثلاثاء، حركة حماس على تسليم الجثث المتبقية للرهائن المتوفين، قائلاً إن "هذه الخطوة ضرورية للانتقال إلى المرحلة التالية من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة".

وجاء في منشور لترامب على منصته تروث سوشال "أُزيلَ عبءٌ كبيرٌ، لكنَّ المهمةَ لم تُنجَزْ"، مشيراً إلى أنه لم يتم الوفاء بوعدٍ قُطع بإعادة كل الجثث.

وصلت شاحنات محملة بمساعدات إنسانية إلى غزة عبر معبر كيسوفيم الحدودي، عقب اتفاق وقف إطلاق النار، في ١٤ أكتوبر/تشرين الأول ٢٠٢٥.

صدر الصورة، Anadolu via Getty Images

التعليق على الصورة، شاحنات محملة بمساعدات إنسانية إلى غزة عبر معبر القرارة أو كيسوفيم الحدودي شرق دير البلح

ودعت الأمم المتحدة واللجنة الدولية للصليب الأحمر الثلاثاء، إلى فتح كافة المعابر المؤدية إلى غزة لتسهيل إدخال المساعدات الإنسانية الحيوية بالنسبة للقطاع.

من جانبه، أكد المتحدث باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية ينس ليركه "أننا نحتاج إلى أن يتم فتح كل المعابر".

وأقر بأن بعض المعابر حالياً "مدمّرة جزئياً" بينما توجد حاجة لإزالة الأنقاض من شوارع في غزة لإفساح المجال لدخول الشاحنات. وقال "ندعو إلى إصلاح المعابر ليكون بالإمكان تشغيلها".

وطبقاً لبنود الاتفاق الذي تم التوصل إليه مؤخراً بشأن إنهاء الحرب في غزة، يتعين على إسرائيل إعادة تأهيل الجانب الفلسطيني من معبر رفح، الذي دُمر منذ سيطرة القوات الإسرائيلية عليه في مايو/أيار 2024، حتى يتمكن المعبر من استقبال المساعدات وعبور الأفراد اعتباراً من الثلاثاء، بحسب ما أعلنته مصادر مصرية وذكره بيان صادر عن وزارة الدفاع الإيطالية.

وقال مصدر مصري مسؤول عن ملف المساعدات الإنسانية لبي بي سي إن مدى التزام إسرائيل بتنفيذ هذا البند لم يتضح بعد، مؤكداً جاهزية الهلال الأحمر المصري لإدخال مئات الشاحنات يومياً إلى القطاع، فور فتح المعبر وموافقة الجانب الإسرائيلي على ذلك.

وكانت كايا كالاس، مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، قد قالت إن بعثة المراقبة المدنية على معبر رفح الحدودي بين قطاع غزة ومصر ستعود للعمل اعتباراً من يوم الأربعاء، مشيرةً إلى أنه على الرغم من أن تحقيق السلام في غزة لا يزال "معقداً للغاية"، إلا أن بعثة المراقبة يمكن أن تلعب "دوراً مهماً" في دعم استقرار وقف إطلاق النار.

"انتهاك لوقف إطلاق النار"

طائرة إسرائيلية مسيرة

صدر الصورة، AFP

التعليق على الصورة، قالت المصادر الفلسطينية إن الجيش الإسرائيلي أطلق النيران من طائرات مُسيَّرة

على الصعيد الفلسطيني، قالت مصادر طبية فلسطينية في مستشفى المعمداني في مدينة غزة إن خمسة فلسطينيين قتلوا، جرّاء ما وصفته بإقدام الجيش الإسرائيلي على إطلاق النار، صباح الثلاثاء، من طائرات مُسيَّرة على مواطنين، كانوا يتفقدون منازلهم في حي الشجاعية شرقي المدينة.

يأتي ذلك في اليوم الخامس لسريان وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس في قطاع غزة.

وبحسب مصادر فلسطينية في مدينة خان يونس جنوبي القطاع، قتل فلسطيني سادس وجرح آخر، جرّاء قصف نفّذته طائرة إسرائيلية مُسيَّرة في بلدة "الفخاري" شرقي المدينة.

كما أعلن مجمع ناصر الطبي، وصول إصابات بنيران قوات الجيش الإسرائيلي في خان يونس كذلك، فيما أُعلن عن وفاة فلسطيني متأثراً بجروح، أصيب بها إثر قصف استهدف شرقي المدينة قبل أيام.

وقالت مصادر طبية في مستشفى ناصر بمدينة خان يونس إن فلسطينياً قتل بنيران طائرة مسيرة إسرائيلية في منطقة معن شرقي المدينة، ليرتفع بذلك عدد القتلى اليوم فقط إلى 7 فلسطينيين.

وقال حازم قاسم الناطق باسم حركة حماس إن ما وصفه بقيام الجيش الاسرائيلي بـ"قتل" عدد من سكان قطاع غزة، صباح الثلاثاء، عبر القصف وإطلاق النار يشكل "انتهاكاً لاتفاق وقف إطلاق النار" في القطاع.

وطالب قاسم الأطراف المختلفة بـ"متابعة سلوك الاحتلال، وعدم السماح له بالتهرب من التزاماته أمام الوسطاء، فيما يتعلق بإنهاء الحرب على قطاع غزة"، على حد تعبيره.

طفل يجلس فوق مركبة محملة بأمتعته، بينما يعود الفلسطينيون النازحون إلى منازلهم في منطقة الزهراء، شمال مخيم النصيرات للاجئين في وسط قطاع غزة، في 14 أكتوبر/تشرين الأول 2025، بعد يوم من دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ.

صدر الصورة، AFP via Getty Images

في المقابل، قال الجيش الإسرائيلي إنه أطلق النار، الثلاثاء، على عدد ممن وصفهم بـ"المشتبه بهم" في قطاع غزة، وذلك بعد اجتيازهم الخط الأصفر الذي انسحب إليه وفق المرحلة الأولى من خطة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، لإنهاء الحرب، واقترابهم من قواته المنتشرة في شمالي القطاع.

وأشار الجيش إلى أن مثل هذا الاقتراب يشكل "خرقاً" لاتفاق وقف إطلاق النار، قائلاً إن قواته اضطرت لإطلاق النار لـ"إزالة التهديد" الموجَّه إليها، بعدما رفض هؤلاء الأشخاص الاستجابة لمحاولات نُفِذَت لإبعادهم، وواصلوا الاقتراب من القوات الإسرائيلية، على حد قوله.

وجدد الجيش الإسرائيلي دعوته لسكان قطاع غزة للالتزام بتعليماته، وتجنب الاقتراب من قواته.

استمرار المفاوضات

قمة شرم الشيخ

صدر الصورة، Getty Images

التعليق على الصورة، استضافت شرم الشيخ، يوم الاثنين، قمة دولية بهدف إنهاء عامين من الحرب في قطاع غزة

في هذه الأثناء، تتواصل في مدينة شرم الشيخ المصرية مفاوضات على المستوى الفني، بين وفود مصرية وأمريكية وقطرية وتركية، لبحث تنفيذ المراحل التالية من اتفاق وقف الحرب في قطاع غزة وآلية تثبيت وقف إطلاق النار، بحضور وفد من حركة حماس ووفد إسرائيلي، وذلك وفقاً لما صرحت به مصادر مصرية مطلعة على هذا الملف لبي بي سي.

واستضافت شرم الشيخ يوم الاثنين قمة دولية، وقّعت خلالها مصر وقطر وتركيا والولايات المتحدة إعلاناً كأطراف ضامنة للاتفاق، الذي يهدف إلى إنهاء عامين من الحرب التي خلّفت دماراً واسعاً في قطاع غزة.

وفي إطار تنفيذ المرحلة الأولى من الاتفاق، استقبلت مصر 145 من السجناء الفلسطينيين الذين أفرجت عنهم إسرائيل، شريطة إبعادهم عن الأراضي الفلسطينية، وفقاً للاتفاق الذي شمل أيضاً إطلاق حماس سراح الرهائن الإسرائيليين الأحياء العشرين المتبقين لديها، كما بدأت حماس تسليم رفات من لقوا حتفهم من هؤلاء الرهائن.