الرئيس التنفيذي والمؤسس المشارك لشركة "أوبن أيه آي" سام ألتمان

صدر الصورة، Getty Images

التعليق على الصورة، الرئيس التنفيذي والمؤسس المشارك لشركة "أوبن أيه آي" سام ألتمان
    • Author, ليلي جمالي وليف ماكماهون
    • Role, بي بي سي

تخطط شركة "أوبن إيه آي" للسماح بمجموعة أوسع من المحتوى، بما في ذلك المحتوى الإباحي، عبر برنامج الدردشة الآلي الشهير "تشات جي بي تي" كجزء من مساعيها "لمعاملة المستخدمين البالغين كبالغين"، كما يقول رئيسها سام ألتمان.

وفي منشور على منصة إكس يوم الثلاثاء، قال ألتمان إن الإصدارات القادمة من الدردشة الآلية ستُمكّنه من التصرف بطريقة أقرب إلى البشر، "لكن فقط إذا رغبتم في ذلك، وليس لأننا نحقق أقصى استفادة من الاستخدام".

هذه الخطوة قد تُساعد "أوبن إيه آي" على جذب المزيد من المشتركين الذين يدفعون أموالاً مقابل الخدمة.

ومن المرجح أيضاً أن تُكثف الضغوط على المُشرّعين لفرض قيود أكثر صرامة على برامج الدردشة المُرافقة.

لم تردّ شركة "أوبن إيه آي" على طلبات بي بي سي للتعليق على منشور ألتمان.

وتأتي التغييرات التي أعلنتها الشركة بعد أن رفع والدا مراهق أمريكي انتحر، دعوى قضائية ضدها في وقت سابق من هذا العام.

كانت الدعوى القضائية التي رفعها مات وماريا راين، والدا آدم راين البالغ من العمر 16 عاماً، أول دعوى قضائية تتهم شركة "أوبن إيه آي" بالقتل الخطأ.

انتقد الزوجان المنحدران من كاليفورنيا أدوات الرقابة الأبوية التي وضعتها الشركة التي قالت إنها مصممة لتعزيز الاستخدام الصحي لبرنامج الدردشة الآلي، وقالا إنها لم تكن كافية.

وتضمنت سجلات العائلة محادثات بين آدم، الذي توفي في أبريل/نيسان، وتطبيق "تشات جي بي تي" تُظهره وهو يشرح أفكاره الانتحارية.

صرّح ألتمان بأن "أوبن إيه آي" جعلت تشات جي بي تي" مقيّداً للغاية" سابقاً لضمان توخّي الحذر فيما يتعلق بقضايا الصحة العقلية.

وأضاف: "ندرك أن هذا جعله أقل فائدة ومتعة للعديد من المستخدمين الذين لم يُعانوا من مشاكل في الصحة العقلية، لكن نظراً لخطورة المشكلة، أردنا تصحيحها".

وأضاف أن الشركة تمكنت الآن من التخفيف من مخاطر الصحة العقلية الخطيرة، ولديها أدوات جديدة تُمكّنها من "تخفيف القيود بأمان في معظم الحالات".

وأضاف: "في ديسمبر/كانون الأول، مع تطبيقنا لسياسة تحديد العمر بشكل أكثر شمولاً، وكجزء من مبدأ (معاملة المستخدمين البالغين كبالغين)، سنسمح بالمزيد، مثل المواد الإباحية للبالغين المُتحقَّق منهم".

يقول النقاد إن قرار "أوبن إيه آي" بالسماح بنشر المواد الإباحية عبر المنصة يُظهر الحاجة إلى مزيد من التنظيم على المستوى الفيدرالي ومستوى الولايات.

شعارا "أوبن إيه آي" ة"تشات جي بي تي"

صدر الصورة، Reuters

وقالت جيني كيم، الشريكة في شركة المحاماة (Boies Schiller Flexner): "كيف سيضمنون عدم قدرة الأطفال على الوصول إلى أجزاء تشات جي بي تي المخصصة للبالغين فقط والتي توفر مواد إباحية؟".

وأضافت كيم: "شركة أوبن إيه آي، مثل معظم شركات التكنولوجيا الكبرى في هذا المجال، تستخدم الناس كفئران تجارب".

كيم منخرطة في دعوى قضائية ضد شركة ميتا تزعم أن خوارزمية إنستغرام التابعة للشركة تضر بالصحة النفسية للمستخدمين المراهقين.

وقالت كيم: "لا نعرف حتى ما إذا كان نظامهم لتحديد الأعمار سينجح".

في شهر أبريل/نيسان، أفاد موقع TechCrunch أن "أوبن إيه آي" تسمح للحسابات التي سجل فيها المستخدم كقاصر بتوليد صور إباحية، وقالت الشركة آنذاك إنها بصدد طرح حل للحد من هذا المحتوى.

ووجدت دراسة مسحية نشرها هذا الشهر مركز الديمقراطية والتكنولوجيا، وهو مركز غير ربحي، أن واحداً من كل خمسة طلاب أفادوا بأنهم أو أي شخص يعرفونه كان لديه علاقة رومانسية مع الذكاء الاصطناعي.

ويوم الاثنين، استخدم حاكم ولاية كاليفورنيا، غافين نيوسوم، حق النقض لمشروع قانون أقرّه المجلس التشريعي للولاية، وكان من شأنه منع المطورين من توفير برامج الدردشة الآلية الذكية للأطفال، ما لم تضمن الشركات عدم تسبب البرنامج في سلوكيات ضارة.

وقال نيوسوم في رسالة مرفقة بحق النقض: "من الضروري أن يتعلم المراهقون كيفية التفاعل الآمن مع أنظمة الذكاء الاصطناعي".

شاشة حاسوب تظهر تفاعلاً مع برنامج دردشة آلي يعمل بالذكاء الاصطناعي

صدر الصورة، Reuters

التعليق على الصورة، شاشة حاسوب تظهر تفاعلاً مع برنامج دردشة آلي يعمل بالذكاء الاصطناعي

وعلى الصعيد الوطني، أطلقت لجنة التجارة الفيدرالية الأمريكية تحقيقاً في كيفية تفاعل الدردشات الآلية الذكية مع الأطفال.

في مجلس الشيوخ الأمريكي طُرح الشهر الماضي، تشريعٌ مشترك بين الحزبين يصنف الدردشات الآلية الذكية كمنتجات. ويسمح هذا القانون للمستخدمين برفع دعاوى المسؤولية ضد مطوري الدردشات الآلية الذكية.

ويأتي إعلان ألتمان يوم الثلاثاء في الوقت الذي يشكك فيه البعض في الارتفاع السريع لقيمة شركات تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي.

وتشهد إيرادات "أوبن إيه آي" نمواً، لكنها لم تكن مربحة قط.

وصرّح روب لالكا، أستاذ إدارة الأعمال في جامعة تولين ومؤلف كتاب "The Venture Alchemists" الصادر مؤخراً، بأن شركات الذكاء الاصطناعي الكبرى تجد نفسها في منافسة شرسة على حصة السوق.

وقال لالكا لبي بي سي: "لم تشهد أيُّ شركةٍ من قبلُ هذا النوعَ من التبنّي الذي شهدته أوبن إيه آن مع تشات جي بي تي".

وأضاف: "كان عليهم مواصلة دفع منحنى النمو المتسارع، وتحقيق الهيمنة على السوق قدر الإمكان".